تفسير السلمي (جزء 2)

محمد بن حسن سلمی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 422
نمايش فراداده

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: قال ابن عطاء في قوله: (قل هو الله أحد) هو المنفرد بإيجاد المفقودات والمتوحد بإظهار الخفيات.

قال الحسين: الأحد الكائن عند كل منعوت، وإليه يصير كل مربوب يطمس من ساكنه، ويطرح من تأوله أن أشهدك إياه فإنك وان غيبك عنه رعاك.

وقال الحسين: توحيد الأئمة توحيد رضى به لهم فأما الذي يستحقه الحق فلا لأن القائل عنكم سواكم، والمغير عنكم غيركم فسقطتم أنتم، وبقى من لم يزل كما لم يزل.

قال بعضهم: توحدتم وحد، ولا سبيل إلى ذلك إلا أن يوحد الحق له.

قال فارس: أحد في وحدانيته، واحد في أحديته ليس يحس بالغير كيف، ولا حس، ولا غير منه الكائن كل منعوت، وإليه يصير كل مربوب.

قال الحسين: خلق الله الخلق على علمه، وأظهر الأشياء فيهم بقدرته، ودعاهم إلى توحيده ووحدانيته في المعرفة الأصلية بلسان الطبائع فقال: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) .

قال القاسم: قوله: (الله) تعرفهم أن له الأسماء الحسنى فكل مربوط منه بصفة واسم. وقال في قوله: (قل هو الله أحد) لم تقتصر على اسمه بل عدك بهم إلى أسامي أخر، وأخبر بانحطاط رتبتهم فقال: (لم يلد ولم يولد) أني كان يخطر بقلوب العارفين شبهة حتى أخبر بهذه الصفة، ولكن الله تعالى علم ما في سرائر العوام من الخواطر الفاسدة فأزالها عنهم بقوله: (لم يلد ولم يولد) فأهل الحقائق عرفوا الله وواجههم به من اسمه الله.

قال الواسطي رحمه الله في قوله: (قل هو الله أحد) ، (قل هو) : جواب لمن زعم أن معه إلها، لأن نفي الغيب حيث يستحيل الغيب غيب، فرق بين جواب توهم السرائر، وجواب توثب العقول.

وقال الحسين: الواحد في معناه، والكامل في ذاته هو الأيدي في دوام الأوقات الكائن عنه كل منعوت.

وقال ابن عطاء: (قل هو الله أحد) إشارة منه إليه، حين قال الكفار: انسب لنا ربك.