تفسير السلمي (جزء 2)

محمد بن حسن سلمی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 60
نمايش فراداده

قال الحسين: وكسى كل شيء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه الله وهو أضطرار في الأحوال لا اختيار في التلذذ بالشواهد والأعراض.

قال الواسطي رحمه الله: ما أوجد موجودا إلا لفتنة وما أفقد مفقودا إلا لفتنة.

قال الله تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) .

قال أبو عثمان: في قوله: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) .

قال: في الخلق فتنة من وجوه فأعظم الفتنة أن يشغلوك عن الله ويتعلق قلبك بهم عند الفاقات والحاجات فهم محتاجون مثلك إلى من هو كاشف الكرب، وقاضي الحاجات.

قال أبو صالح حمدون: ما اعتمد على شيء سوى الله فهو عليه فتنة.

سمعت الشيخ أبا الوليد يقول: اختار محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، وكان رئيسا بمصر في موكبه بالمزنى وكان فقيرا ونظر إليه وقال: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، ثم قال: نصبر يا رب ولك الحمد.

قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) [الآية: 23].

قال ابن عطاء رحمه الله تعالى: اطلعناهم على أعمالهم.

فطالعوها بعين الرضا فسقطوا عن أعيننا بذلك وجعلنا أعمالهم هباء منثورا.

قوله تعالى: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) [الآية: 24].

قال بعضهم: خير مستقرا في دار القرار مع ميعاد لقاء الجبار من غير خوف، ولا زوال، وأحسن مقيلا استرواحا.

قوله تعالى: (الملك يومئذ الحق للرحمن) [الآية: 26].

قال أبو سعيد الخراز: حقيقة الملك لمن هو مستغن عما أبداه في الملك من جميع المكونات لا يرضيه من حركات العباد شيء جل وتعالى، وأنشد في معناه قوله:


  • لو كان يرضيه شيء من بريته أو كان يسخطه من دونه سبب فلا رضا، ولا سخط يليق به أن الحقيقة أمر ليس يدركها أمر الشريعة إلا خطرة البال

  • ما كان إبليس في غايات إذلال ما كان يسطخه سحرا باختلال ولا قبول، ولا رد على حال أمر الشريعة إلا خطرة البال أمر الشريعة إلا خطرة البال