فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب ويجيء ويدخل، فإذا سرر موضونة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أخضر وأحمر وأبيض وأصفر من كل لون، ثم يتكيء على أريكة من أرائكه، ثم يرفع طرفه إلى سقفه، فلولا أن الله تعالى قدر له لألم أن يذهب بصره، أنه مثل البرق فيقول: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كانا لنهتدي لولا أن هدانا الله)
قال: (فيناديهم الملائكة أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون).
واختلف أهل العربية في جواب قوله تعالى: (حتى إذا جاؤوها).
فقال بعضهم: جوابه: (فتحت) والواو فيه (مثبتة) مجازها حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها كقوله تعالى:
(ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء) أي ضياء.
وقيل: جوابه: قوله تعالى: (وقال لهم خزنتها) والواو فيه ملغاة تقديره: حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها.
كقول الشاعر:
أراد فإذا ذلك لم يكن.
وقال بعضهم: جوابه مضمر ومعنى الكلام: حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، فدخلوها.
(وقالوا الحمد لله) قال أبو عبيدة: جوابه محذوف مكفوف عن خبره، والعرب تفعل هذا لدلالة الكلام عليه.
قال الأخطل في آخر قصيدة له:
وقال عبد مناف بن ربيع في آخر قصيدة: