تفسير الثعلبي (جزء 9)

احمد بن محمد ثعلبی؛ محققین: نظیر ساعدی، ابو محمد بن عاشور

نسخه متنی -صفحه : 356/ 108
نمايش فراداده

(يؤفك) يصرف (عنه) أي عن الإيمان بهما (من أفك) صرف فنجويه، وقيل: يصرف عن هذا القول، أي من أجله وسببه عن الإيمان من صرف، وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون له: إنه ساحر وكاهن ومجنون، فيصرفونه عن الإيمان، وهذا معنى قول مجاهد.

وقد يكون (عن) بمعنى (أجل). أنشد العبسي:


  • عن ذات أولية أساود ربها وكأن لون الملح فوق شفارها

  • وكأن لون الملح فوق شفارها وكأن لون الملح فوق شفارها

أي من أجل ناقة ذات أوليه.

(قتل) لعن (الخراصون) الكذابون.

وقال ابن عباس: المرتابون، وهم المقتسمون الذين اقتسموا عقاب الله، واقتسموا القول في النبي صلى الله عليه وسلم ليصرفوا الناس عن دين الإسلام.

وقال مجاهد: الكهنة.

(الذين هم في غمرة): شبهة وغفلة (ساهون): لاهون.

(يسألونك أيان يوم الدين) متى يوم القيامة استهزاء منهم بذلك وتكذيبا.

قال الله سبحانه وتعالى: (يوم هم) أي يكون هذا الجزاء في يوم هم (على النار يفتنون) يعذبون ويحرقون وينضجون بالنار كما يفتن الذهب بالنار. ومجازه بكلمة (على) ههنا: أنهم موقوفون على النار، وقيل: هو بمعنى الباء.

ويقول لهم الخزنة: (ذوقوا فتنتكم هذا) ولم يقل هذه؛ لأن الفتنة هاهنا بمعنى العذاب، فرد الإشارة إلى المعنى * (الذي كنتم به تستعجلون) * * (إن المتقين في جنان وعيون آخذين ما آتاهم ربهم) من الثواب وأنواع الكرامات.

وقال سعيد بن جبير: تعني آخذين بما أمرهم ربهم، عاملين بالفرائض التي أوجبها عليهم.

(إنهم كانوا قبل ذلك) قبل دخولهم الجنة (محسنين) في الدنيا، وقيل: قبل نزول الفرائض محسنين في أعمالهم.