قال الفراء: ورأيت في بعض مصاحف عبد الله فقولا فقلا بغير واو، وتصديق هذه القراءة ما أخبرنا محمد بن نعيم قال: أخبرنا الحسين بن أيوب قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا القاسم بن سلام قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وأكون من الصالحين، بالواو.
وقرأ الآخرون: بالجزم وأكن عطفا بها على قوله فأصدق لو لم يكن فيه الفاء وذلك أن قوله فأصدق لو لم يكن فيه الفاء كان جزما، واختار أبو عبيد الجزم، قال: من ثلاث جهات:
إني رأيتها في مصحف الإمام عثمان (فأكن) بحذف الواو ثم اتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف.
اجتماع أكثر قراء الأمصار عليها.
إنا وجدنا لها مخرجا صحيحا في العربية لا يجهله أهل العلم بها وهو أن يكون نسقا على محل أصدق قبل دخول الفاء، وقد وجدنا مثله في أشعارهم القديمة منها قول القائل:
فجزم واستدرج عطفا على محل أصالحكم قبل دخول لعلي.
(ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما يعملون) بالياء مختلف عنه غيره بالتاء.