تفسير السمعاني (جزء 2)

احمد بن منصور سمعانی؛ محققین: یاسر بن ابراهیم، غنیم بن عباس بن غنیم

نسخه متنی -صفحه : 467/ 162
نمايش فراداده

للمؤمنين (2) اتبعوا ما أنزل إليكم من ...

(للمؤمنين (2) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما)

وقيل الحرج: هو الضيق، ومعناه: لا يضيقن صدرك بالإبلاغ، وذلك أن النبي لما بعث إلى الكفار، قال: ' يا رب إني أخاف أن يثلغوا رأسي، ويجعلوه كالخبزة؛ فقال الله تعالى: لا يكن في صدرك ضيق من الإبلاغ؛ فإني حافظك وناصرك '.

قوله: (لتنذر به وذكرى للمؤمنين) فيه تقديم وتأخير، وتقدير الآية: كتاب أنزل إليك؛ لتنذر به، وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه.

قوله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) يعني: القرآن، وقيل: القرآن والسنة لأمر الله تعالى لأن الله تعالى يقول: (وما أتاكم الرسول فخذوه) فالسنة وإن لم تكن (منزلة)، فهي كالمنزلة بحكم تلك الآية، قال الحسن في هذه الآية: يا ابن آدم، أمرت باتباع القرآن، فما من آية إلا وعليك أن تعلم فيما نزلت، وماذا أريد بها، حتى تتبعه، وتعمل به.

(ولا تتبعوا من دونه أولياء) يعني: من عاند الحق، وخالفه، فلا تتبعوه، وإنما قال: (من دونه أولياء) لأن من اتخذ مذهبا، فكل من سلك طريقه واتبعه كان من أوليائه، فهذا معنى قوله: (ولا تتبعوا من دونه أولياء) وقال مالك بن دينار: ولا تبتغوا، يعني: الطلب، والمعنى: ولا تبتغوا من دونه أولياء. (قليلا ما تذكرون)، وقرأ ابن عامر: ' يتذكرون ' والمراد بهما واحد، أي: قليلا ما تتعظون.

قوله تعالى: (وكم من قرية أهلكناها) ' كم ' للتكثير، و ' رب ' للتقليل.

قال الشاعر:


  • كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت على عشارى

  • فدعاء قد حلبت على عشارى فدعاء قد حلبت على عشارى

قاله الفرزدق.