تفسير السمعاني (جزء 2)

احمد بن منصور سمعانی؛ محققین: یاسر بن ابراهیم، غنیم بن عباس بن غنیم

نسخه متنی -صفحه : 467/ 303
نمايش فراداده

سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (34)


  • لا در درى إن أطعمت نازلهم قرف الحتى وعندي البر مكنوز

  • قرف الحتى وعندي البر مكنوز قرف الحتى وعندي البر مكنوز

والحتى قالوا: هو المقل.

واختلف أهل العلم في من نزلت هذه الآية، قال بعضهم: نزلت في أهل الكتاب، والأكثرون أنها نزلت في الكل.

واختلفوا في الكنز، روي عن ابن عمر، وجماعة: أن الكنز كل مال لم تؤد زكاته، وأما الذي أديت زكاته فليس بكنز، وإن كان مدفونا. وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: أربعة آلاف درهم نفقة وما فوقها كنز. وقال بعضهم: ما فضل عن الحاجة فهو كنز.

وقوله: (ولا ينفقونها في سبيل الله)

فإن سأل سائل وقال: إنه تقدم ذكر الذهب والفضة جميعا، فكيف قال: ولا ينفقونها، ولم يقل: ولا ينفقونهما؟

الجواب عنه من وجهين:

أحدهما

أن المعنى: ولا ينفقون الكنوز في سبيل الله.

والثاني

أن معنى الآية: يكنزون الذهب ولا ينفقونه، ويكنزون الفضة ولا ينفقونها، فاكتفى بأحدهما عن الآخر، قال الشاعر:


  • نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف

  • عندك راض والرأي مختلف عندك راض والرأي مختلف

معناه: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض. وفي مثل هذا قول الشاعر:


  • إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما لم يعاض كان جنونا

  • ما لم يعاض كان جنونا ما لم يعاض كان جنونا

يعني: ما لم يعاضيا.

قوله: (فبشرهم بعذاب أليم)

معناه: ضع هذا الوعيد موضع البشارة، وإلا فالوعيد لا يكون بشارة حقيقة.