(لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون (69) إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين))
فقال: إني قمت من الليل وتطهرت وصليت ما شاء الله، ثم نعست واستثقلت، فإذا ربي في أحسن صورة.
فقال: يا محمد، قلت: لبيك.
فقال: أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟
فقلت: لا فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في ثندوتي؛ فتجلى لي كل شيء، وعرفته.
ثم قال لي: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟
فقلت: نعم في الكفارات، قال: ما هن؟
قلت: في مشي الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكروهات، والجلوس في المساجد بعد الصلاة.
قال: وفيم أيضا؟
قلت: في إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام.
فقال لي: سل يا محمد.
فقلت: أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وأسألك حبك، وحب من يجبك وحب عمل يقربني إلى حبك.
ثم قال النبي: '''' إنهن حق فادرسوهن وتعلموهن '''' قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث صحيح، وقد روى هذا الخبر بوجوه أخر، ولم يذكر في بعضها النوم، وأصحها هذه الرواية، والله أعلم.
وفي الآية قول آخر: أن الملأ الأعلى هم أشراف قريش واختصامهم أن بعضهم قالوا:
الملائكة بنات الله، وبعضهم قالوا غير ذلك، فهو اختصامهم، والأصح هو القول الأول.