تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 104
نمايش فراداده

عجوز من عجائز بني إسرائيل فقالت تريد أن ترجع قبل المدينة قال نعم قد طال مقامي وجاع أصحابي قالت أرأيت إن فتحت لك المدينة تعطيني ما أسألك فتقتل من أمرتك بقتله وتكف إذا أمرتك أن تكف قال نعم قالت إذا أصبحت تقسم جندك أربعة أرباع ثم أقام على كل زاوية ربعا ثم ارفعوا أيديكم إلى السماء فنادوا إنا نستفتحك يا الله بدم يحيى بن زكريا فإنها سوف تتساقط ففعلوا فتساقطت المدينة ودخلوا من جوانبها فقالت كف يدك وانطلقت به إلى دم يحيى بن زكريا وقالت اقتل على هذا الدم حتى يسكن فقتل عليه سبعين ألفا حتى سكن فلما سكن قالت كف الآن يدك فإن الله لم يرض إذا قتل نبي حتى يقتل من قتله ومن رضي بقتله فأتاه صاحب الصحيفة بصحيفته فكف عنه وعن أهل بيته فخرب بيت المقدس وطرح فيه الجيف وأعانه على خرابه الروم من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا وذهب معه بوجوه بني إسرائيل وذهب بدانيال وقوم من أولاد الأنبياء وذهب معه برأس جالوت فلما قدم بابل وجد صخابين قد مات فتملك مكانه وكان أكرم الناس عنده دانيال وأصحابه فحسدهم المجوس ووشوا بهم إليه وقالوا له إن دانيال وأصحابه لا يعبدون إلهك ولا يأكلون ذبيحتك فسألهم فقالوا أجل لنا ربا نعبده ولسنا نأكل من ذبيحتكم فأمر الملك بخد فخد لهم فألقوا فيه وهم ستة وألقى معهم بسبع ضار ليأكلهم فذهبوا ثم راحوا فوجدوهم جلوسا والسبع مفترش ذراعيه معهم لم يخدش منهم أحدا ووجدوا في معهم رجلا سابعا فقال ما هذا السابع إنما كانوا ستة فخرج السابع وكان ملكا فلطمه لطمة فصار في صورة الوحش ومسخه الله سبع سنين وذكر وهب أن الله مسخ بختنصر نسرا في الطيور ثم مسخه ثورا في الدواب ثم مسخه أسدا في الوحوش فكان مسخه سبع سنين وقلبه في ذلك قلب إنسان ثم رد الله إليه ملكه فآمن فسئل وهب أكان مؤمنا فقال وجدت أهل الكتاب اختلفوا فيه فمنهم من قال مؤمنا ومنهم من قال أحرق بيت الله وكتبه وقتل الأنبياء فغضب الله عليه فلم يقبل توبته وقال السدي ثم إن بختنصر رجع إلى صورته بعد المسخ ورد الله إليه ملكه كان دانيال وأصحابه أكرم الناس عليه فحسدهم المجوس وقالوا لبختنصر إن دانيا إذا شرب الخمر لم يملك نفسه أن يبول وكان ذلك فيهم عارا فجعل لهم طعاما وشرابا فأكلوا وشربوا وقال للبواب انظر أول من يخرج ليبول فاضربه بالطبرزين فإن قال أنا بختنصر فقل كذبت بختنصر أمرني بذلك فكان أول من قام للبول بختنصر فلما رآه البواب شد عليه فقال ويحك أنا بختنصر فقال كذبت بختنصر أمرني فضربه فقتله هذا ما ذكره في المبتدأ إلا أن رواية من روى أن بختنصر غزى بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا غلط عند أهل السير بل هم مجمعون على أن بختنصر إنما غزى بني إسرائيل عند قتلهم شعياء في عهد أرمياء ومن وقت أرمياء تخريب بختنصر بيت المقدس إلى مولد يحيى بن زكريا أربعمائة وإحدى وستون سنة وذلك أنهم كانوا يعدون من لدن تخريب بختنصر بيت المقدس إلى حين عمارته في عهد كيوس بن أخشورش بن أصيهيد ببابل من قبل بهمن بن اسفنديار سبعين سنة ثم من بعد عمارته إلى ظهور الإسكندر على بيت المقدس ثمان وثمانون سنة ثم من بعد مملكته التي قتل يحيى بن زكريا ثلاثمائة وستون سنة والصحيح من ذلك ما ذكر محمد بن إسحاق 4 قوله عز وجل (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب) أي أعلمناهم وأخبرناهم فيما آتيناهم من