تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 196
نمايش فراداده

سورة مريم من الآية 43 حتى الآية 46

الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك أنا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ما من أحد يموت إلا ندم \ قال فما ندمه يا رسول الله قال \ إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع \ (وهم في غفلة) أي عما يفعل بهم في الآخرة (وهم لا يؤمنون) لا يصدقون 40 قوله عز وجل (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) أي نميت سكان الأرض ونهلكهم جميعا ويبقى الرب وحده فيرثهم (وإلينا يرجعون) فنجزيهم بأعمالهم 41 (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا) الصديق الكثير الصدق القائم عليه وقيل من صدق الله في وحدانيته وصدق أنبياءه ورسله وصدق بالبعث وقام بالأوامر فعمل بها فهو الصديق والنبي العالي في الرتبة بإرسال الله تعالى إياه 42 قوله تعالى (إذ قال) إبراهيم (لأبيه) آزر وهو يعبد الأصنام (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع) صوتا (ولا يبصر) شيئا (ولا يغني عنك) أي لا يكفيك (شيئا) 43 (يا أبت إني قد جاءني من العلم) بالله والمعرفة (ما لم يأتك فاتبعني) على ديني (أهدك صراطا سويا) مستقيما 44 (يا أبت لا تعبد الشيطان) لا تطعه فيما يزيد لك من الكفر والشرك (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) عاصيا كان بمعنى الحال أي هو كذلك 45 (يا أبت إني أخاف) أي أعلم (أن يمسك) يصيبك (عذاب من الرحمن) إن أقمت على الكفر (فتكون للشيطان وليا) قرينا في النار (قال) أبوه مجيبا له (أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته) لئن لم تسكت وترجع عن عيبك آلهتنا وشتمك إياها (لأرجمنك) قال الكلبي ومقاتل والضحاك لأشتمنك ولأبعدنك عني بالقول القبيح قال ابن عباس لأضربنك وقال الحسن لأقتلنك بالحجارة (واهجرني مليا) قال الكلبي اجتنبني طويلا وقال مجاهد وعكرمة حينا وقال سعيد بن جبير دهرا أصله المكث ومنه يقال تمليت حينا والملوان الليل والنهار وقال قتادة وعطاء سالما وقال ابن عباس اعتزلني