تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 282
نمايش فراداده

هو غير الله وقال قوم هو كل شيء كان منهيا عنه من قول أو فعل حتى شتم الخادم وقال عطاء هو دخول الحرم غير محرم أو ارتكاب شيء من محظورات الحرم من قتل صيد أو قطع شجر وقال ابن عباس هو أن تقتل فيه من لا يقتلك أو تظلم من لا يظلمك وهذا معنى قول الضحاك وعن مجاهد أنه قال تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات وقال حبيب بن أبي ثابت وهو احتكار الطعام بمكة وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) قال لو أن رجلا هم بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها ولو أن رجلا هم بقتل رجل بمكة وهو بعدن أبين أو ببلد آخر أذاقه الله من عذاب أليم قال السدي إلا أن يتوب وروي عن عبد الله بن عمر أنه كان له فسطاطان أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الآخر فسئل عن ذلك فقال كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل كلا والله وبلى والله 26 قوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) أي وطأنا قال ابن عباس جعلنا وقيل بينا قال الزجاج جعلنا مكان البيت مبدأ لإبراهيم وقال مقاتل بن حيان هيأنا وإنما ذكرنا مكان البيت لأن الكعبة رفعت إلى السماء زمان الطوفان ثم لما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء البيت لم يدر أين يبني فبعث الله ريحا خجوجا فكنست له ما حول البيت على الأساس وقال الكلبي بعث الله سحابة بقدر البيت فقامت بحيال البيت وفيها رأس يتكلم يا إبراهيم ابن علي قدري فبنى عليه قوله تعالى (أن لا تشرك بي) أي عهدنا إلى إبراهيم وقلنا له لا تشرك بي شيئا (وطهر بيتي للطائفين) أي الذين يطوفون بالبيت (والقائمين) أي المقيمين (والركع السجود) أي المصلين 27 (وأذن في الناس) أي أعلم ونادي في الناس (بالحج) فقال إبراهيم وما يبلغ صوتي فقال عليك الأذان وعلينا البلاغ فقام إبراهيم على المقام فارتفع المقام حتى صار كأطول الجبال فأدخل أصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا وقال يا أيها الناس ألا إن ربكم قد بنى لكم بيتا وكتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك قال ابن عباس فأول من أجابه أهل اليمن فهم أكثر الناس حجا وروى أن إبراهيم صعد أبا قبيس ونادى وقال ابن عباس عني بالناس في هذه الآية أهل القبلة وزعم الحسن أن قوله (وأذن في الناس بالحج) كلام مستأنف وأن المأمور بهذا التأذين محمد صلى الله عليه وسلم أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا \ قوله تعالى (يأتوك رجالا) أي مشاة على أرجلهم جمع راجل مثل قائم وقيام وصائم وصيام (وعلى كل ضامر) أي ركبانا على كل ضامر والضامر البعير المهزول (يأتين من كل فج عميق) أي من كل طريق بعيد وإنما جمع يأتين لمكان كل وارد النوق 28 (ليشهدوا) ليحضروا (منافع لهم) قال سعيد بن المسيب ومحمد بن علي الباقر العفو