تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 343
نمايش فراداده

سورة النور من الآية 34 وحتى الآية 35

القبض يرتفع البيع وهو قول عمر وابن عمر وزيد بن ثابت وبه قال عمر بن عبد العزيز والزهري وقتادة وإليه ذهب الشافعي وأحمد وقال قوم إن ترك وفاء بما بقي عليه من الكتابة كان حرا وإن كان فيه فضل فالزيادة لأولاده الأحرار وهو قول عطاء وطاوس والنخعي والحسن وبه قال مالك والثوري وأصحاب الرأي ولو كاتب عبده كتابة فاسدة يعتق بأداء المال لأن عتقه معلق بالأداء وقد وجد وتبعه الأولاد والاكتساب كما في الكتابة الصحيحة ويفترقان في بعض الأحكام وهي أن الكتابة الصحيحة لا يملك المولى فسخها ما لم يعجز المكاتب عن أداء النجوم ولا تبطل بموت المولى ويعتق بالإبراء عن النجوم والكتابة الفاسدة يملك المولى فسخها قبل أداء المال حتى لو أدى المال بعد الفسخ لا يعتق ويبطل بموت المولى ولا يعتق بالإبراء عن النجوم وإذا عتق المكاتب بأداء المال لا يثبت التراجع في الكتابة الصحيحة ويثبت في الكتابة الفاسدة (فيرجع للمولى) عليه بقيمة رقبته وهو يرجع على المولى بما دفع إليه إن كان مالا قوله تعالى (ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا) الآية نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول المنافق كانت له جاريتان معاذة ومسيكة وكان يكرههما على الزنا بالضريبة يأخذها منهما وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤجرون إماءهم فلما جاء الإسلام قالت معاذ لمسيكة إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين فإن يك خيرا فقد استكثرنا منه وإن يك شرا فقد آن لنا أن ندعه فأنزل الله هذه الآية وروي أنه جاءت إحدى الجاريتين يوما ببرد وجاءت الأخرى بدينار فقال لهما ارجعا فازنيا قالتا والله لا نفعل قد جاء الإسلام وحرم الزنا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكتا إليه فأنزل هذه الآية (ولا تكرهوا فتياتكم) إماءكم (على البغاء) أي الزنا (إن أردن تحصنا) أي إذا أردن وليس معناه الشرط لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا وإن لم يردن تحصنا كقوله تعالى (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) أي إذا كنت مؤمنين وقيل شرط إرادة التحصن لأن الإكراه إنما يكون عند إرادة التحصن فإذا لم ترد التحصن بغت طوعا والتحصن التعفف وقال الحسن بن الفضل في الآية تقديم وتأخير تقديرها وأنكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصنا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) أي لتطلبوا من أموال الدنيا يريد من كسبهن وبيع أولادهن (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) يعني للمكرهات والوزر على المكره وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال لهن والله لهن والله