تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 415
نمايش فراداده

سورة النمل من الآية 29 وحتى الآية 35

وحولها القادة والجنود فرفرق ساعة والناس ينظرون حوله حتى رفعت المرأة رأسها فألقى الكتاب في حجرها وقال ابن منبه وابن زيد كانت لها كوة مستقبلة الشمس تقنع الشمس فيها حين تطلع فإذا نظرت إليها سجدت لها فجاء الهدهد الكوة فسدها بجناحه فارتفعت الشمس ولم تعلم فلما استبطأت الشمس قامت تنظر فرمى بالصحيفة إليها فأخذت بلقيس الكتاب وكانت قارئة فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت لأن ملك سليمان كان في خاتمه وعرفت أن الذي أرسل الكتاب إليها أعظم ملكا منها فقرأت الكتاب وتأخر الهدهد غير بعيد فجاءت حتى قعدت على سرير ملكها وجمعت الملأ من قومها وهم اثنا عشر ألف قائد مع كل قائد مائة ألف مقاتل وعن ابن عباس قال كان مع بلقيس مائة ألف قيل كان مع كل مائة ألف والفيل الملك دون الملك الأعظم وقال قتادة ومقاتل كان أهل مشورتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف قال فجاؤوا وأخذوا مجالسهم 29 (قالت) لهم بلقيس (يا أيها الملأ) وهم أشراف الناس وكبراؤهم (إني ألقي إلي كتاب كريم) قال عطاء والضحاك سمته كريما لأنه كان مختوما وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ كرامة الكتاب ختمه وقال قتادة ومقاتل كتاب كريم أي حسن وهو اختيار الزجاج وقال حسن ما فيه وروي عن ابن عباس كريم أي شريف لشرف صاحبه وقيل سمته كريما لأنه كان مصدرا ببسم الله الرحمن الرحيم ثم بينت الكتاب 30 فقالت (إنه من سليمان) وبينت المكتوب فقالت (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) 31 (ألا تعلو علي) قال ابن عباس أي لا تتكبروا علي وقيل لا تتعظموا ولا تترفعوا علي وقيل معنا لا تمتنعوا علي من الإجابة فإن ترك الإجابة من العلو والتكبر (وأتوني مسلمين) مؤمنين طائعين قيل هو من الإسلام وقيل هو من الاستسلام 32 (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري) أشيروا علي فيما عرض لي وأجيبوني فيما أشاوركم فيه (ما كنت قاطعة) قاضية وفاصلة (أمرا حتى تشهدون) أي تحضرون (قالوا) مجيبين لها (نحن أولوا قوة) في القتال (وأولوا بأس شديد) عند الحرب قال