تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 417
نمايش فراداده

سورة النمل من الآية 36 وحتى الآية 39

يبسطوا من موضعه الذي هو فيه إلى تسعة فراسخ ميدانا واحدا بلبنات الذهب والفضة وأن يجعلوا حول الميدان حائطا شرفها من الذهب والفضة ثم قال أي الدواب أحسن مما رأيتم في البر والبحر قالوا يا نبي الله إنا رأينا دواب في بحر كذا وكذا منطقة مختلفة ألوانها لها أجنحة وأعراف ونواص فقال علي بها الساعة فأتوا بها فقال شدوها عن يمين الميدان وعن يساره على لبنات الذهب والفضة وألقوا لها علوفتها فيها ثم قال للجن علي بأولادكم فاجتمع خلق كثير فأقامهم على يمين الميدان ويساره ثم قعد سليمان في مجلسه على سريره ووضع له أربعة آلاف كرسي عن يمينه ومثلها عن يساره وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفا فراسخ وأمر الإنس فاصطفوا فراسخ وأمر الوحوش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه وعن يساره فلما دنا القوم من الميدان ونظروا إلى ملك سليمان ورأوا الدواب التي لم تر أعينهم مثلها تروث على لبن الذهب والفضة تقاصرت أنفسهم ورموا بما معهم من الهدايا وفي بعض الروايات أن سليمان لما أمر بفرش الميدان بلبنات الذهب والفضة أمرهم أن يتركوا على طريقهم موضعا على قدر موضع اللبنات التي معهم فلما رأى الرسل موضع اللبنات خاليا وكانت الأرض مفروشة خافوا أن يتهموا بذلك فطرحوا ما معهم في ذلك المكان فلما رأوا الشياطين نظروا إلى منظر عجيب ففزعوا فقالت لهم الشياطين جوزوا فلا بأس عليكم فكانوا يمرون على كردوس كردوس من الجن والإنس والطير والهوام والسباع والوحوش حتى وقفوا بين يدي سليمان فنظر إليهم سليمان نظرا حسنا بوجه طلق وقال ما وراءكم فأخبره رئيس القوم بما جاؤوا له وأعطاه كتاب الملكة فنظر فيه ثم قال أين الحقة فأتى به فحركها وجاء جبريل فأخبره بما في الحقة فقال إن فيها درة ثمينة غير مثقوبة وجزعة مثقوبة معوجة الثقب فقال الرسول صدقت فاثقب الدرة وأدخل الخيط في الخرزة فقال سليمان من لي بثقبها فسأل سليمان الإنس ثم الجن فلم يكن عندهم علم ذلك ثم سأل الشياطين فقالوا نرسل إلى الأرضة فجاءت الأرضة فأخذت شعرة في فيها فدخلت فيها حتى خرجت من الجانب الآخر فقال لها سليمان ما حاجتك فقالت تصير رزقي في الشجرة فقال لك ذلك وروي أنها جاءت دودة تكون في الصفصاف فقالت أنا أدخل الخيط في الثقب على أن يكون رزقي في الصفصاف فجعل لها ذلك فأخذت الخيط بفيها ودخلت الثقب وخرجت من الجانب الآخر ثم قال من لهذه الخرزة فيسلكها في الخيط فقالت دودة بيضاء أنا لها يا رسول الله فأخذت الدودة الخيط في فيها ودخلت الثقب حتى خرجت من الجانب الآخر فقال لها سليمان ما حاجتك فقالت تجعل رزقي في الفواكه قال لها ذلك ثم ميز بين الجواري