تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 505
نمايش فراداده

سفيان وإحدى نعليه في يده والأخرى في رجله فقال له يا أبا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال فما لك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك فقال أبو معمر ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده وقال الزهري ومقاتل هذا مثل ضربه الله عز وجل للمظاهر من امرأته وللمتنبي ولد غيره يقول فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى تكون له أمان ولا يكون له ولد واحد ابن رجلين (وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم) قرأ أهل الشام والكوفة (اللاتي) ههنا وسورة الطلاق بياء بعد الهمزة وقرأ قالون عن نافع ويعقوب بغير ياء بعد الهمزة وقرأ الآخرون بتليين الهمزة وكلها لغات معروفة (تظاهرون) وقرأ عاصم بالألف وضم التاء وكسر الهاء مخففا وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والهاء مخففا وقرأ ابن عامر بفتحها وتشديد الظاء وقرأ الآخرون بفتحها وتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما وصورة الظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي يقول الله تعالى ما جعل نساءكم اللائي تقولون لهن هذا في التحريم كأمهاتكم ولكنه منكر وزور وفيه كفارة نذكرها إن شاء الله تعالى في سورة المجادلة (وما جعل أدعياءكم) يعني من تبينتموه (أبناءكم) فيه نسخ التبني وذلك أن الرجل في الجاهلية كان يتبنى الرجل فيجعله كالابن المولود له يدعوه الناس إليه ويرث ميراثه وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعتق زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي وتبناه قبل الوحي وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قال المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية ونسخ التبني (ذلكم قولكم بأفواهكم) لا حقيقة له يعني قولهم زيد بن محمد صلى الله عليه وسلم نسب لا حقيقة له (والله يقول الحق) يعني قوله الحق (وهو يهدي السبيل) أي يرشدهم إلى سبيل الحق

سورة الأحزاب 5 6

5 (ادعوهم لآبائهم) الذين ولدوهم (هو أقسط) أعدل (عند الله) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا معلى بن أسد أنا عبد العزيز بن المختار أنا موسى بن عقبة حدثني سالم عن عبد الله بن عمر أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كنا ندعو إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن