الثاني قوله الحمد لله
الثالث الصلاة شكر والصيام شكر وكل خير يفعل لله شكر
قال القاضي رضي الله عنه حقيقة الشكر استعمال النعمة في الطاعة والكفران استعمالها في المعصية وقليل من يفعل ذلك لأن الخير أقل من الشر والطاعة أقل من المعصية بحسب سابق التقدير والحمد لله رب العالمين
قوله تعالى (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) الآية 39
يعني يأتي بثان بعد الأول ومنه الخلفة في النبات وقال أعرابي لأبي بكر يا خليفة رسول الله فقال لا بل أنا الخالفة بعده قال ثعلب يريد بالقاعد بعده والخالفة الذي يستخلفه الرئيس على أهله وماله
في معنى الخلف ها هنا أربعة أوجه:
الأول يخلفه إذا رأى ذلك صلاحا كما يجيب الدعاء إذا شاء
الثاني يخلفه بالثواب
الثالث معنى يخلفه فهو أخلفه لأن كل ما عند العبد من خلف الله ورزقه
روى أشهب وابن نافع وابن القاسم عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي قال يقول الله يا بن آدم أنفق أنفق عليك وهذه إشارة إلى أن الخلف في الدنيا بمثل المنفق بها إذا كانت النفقة في طاعة الله وهو كالدعاء كما تقدم سواء إما أن تقضي حاجته وكذلك في النفقة يعوض مثله وأزيد وإما أن يعوض والتعويض ها هنا بالثواب وإما أن يدخر له والادخار هاهنا مثله في الآخرة