أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 167
نمايش فراداده

بكر فليصل بالناس فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس الحديث

فقدم المقدم وراعى الأفضل وفي حديث أبي مسعود الأنصاري من رواية الترمذي وغيره يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه

وفي الصحيح أن النبي قال لمالك بن الحويرث وأخيه فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ففهم منه البخاري وغيره من العلماء أنه أراد كبر المنزلة كما قال الولاء للكبر ولم يعن كبر السن وإنما أراد كبر المنزلة

وقد قال مالك وغيره وإن للسن حقا وراعاه الشافعي وأبو حنيفة وهو أحق بالمراعاة لأنه إذا اجتمع العلم والسن في خيرين قدم العلم وأما أحكام الدنيا فهي مرتبة على أحكاما الدين فمن قدم في الدين قدم في الدنيا

وفي الآثار ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعترف لعالمنا

وفي الحديث الثابت في الأفراد ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن قاسم العثماني الشهيد نزيل القدس لابن عبد الصمد السرقطي: