أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 299
نمايش فراداده

ذين والإنذار في سواهما معنى وإنما تعلق البليد والمرتاب بعدم فهمهن فيقال إيه انظر إلى التقسيم إن كنت تريد التعليم لا يخلو أن تكون حية جنية أو أصلية فإن كانت جنية فهي أفهم منك وإن كانت أصلية فصاحب الشرع أذن في الخطاب ولو كان لمن لا يفهم لكان أمرا بالتلاعب ولا يجوز ذلك على الأنبياء فإن شك في النبوة أو في خلق الجن

أو في صفة من هذه الصفات فلينظر في المقسط والمتوسط والمشكلين يعاين الشفاء من هذا الإشكال إن شاء الله تعالى فإن قيل إنما يحتاج الإنذار للتفرقة بين الجان والحيوان فإن كف فهو جن مؤمن وإلا كان كافرا أو حيوانا قلنا أما الحيوان فقد جعلت له علامة وأما غيره فقد خص بالإنذار والحيوان يفهم بالإنذار كما يفهم بالزجر ولهذا تؤدب البهيمة والله أعلم

الآية الثانية

قوله تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) الآية 18

فيها خمس مسائل

المسألة الأولى

الأرض كلها لله ملكا وخلقا كما قال الله سبحانه وتعالى (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) الأعراف 128 والمساجد لله رفعة وتشريفا كما قال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) والكعبة بيت الله تخصيصا وتعظيما كما قال تعالى (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين) البقرة 125 وفي موضع آخر (والقائمين) الحج 26 فجعل الله تعالى الأرض كلها مسجدا كما قال جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا واصطفى منها مواضع ثلاثة بصفة المسجدية وهي المسجد الأقصى وهو مسجد إيلياء ومسجد النبي والمسجد الحرام واصطفى من الثلاثة المسجد الحرام في قول ومسجد النبي