أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 340
نمايش فراداده

كان في قلب ابن أم مكتوم من الإيمان كما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار على وجهه وأما قول علمائنا إنه الوليد بن المغيرة وقال آخرون إنه أمية بن خلف فهذا كله باطل وجهل من المفسرين الذين لم يتحققوا الدين وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه وكان موتهما كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد قط أمية المدينة ولا حضر عنده مفردا ولا مع أحد

الآية الثانية

قوله تعالى (في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة) الآيتان 13 - 14 وقد تقدم تفسيرها في سورة الواقعة عند ذكرنا لقوله تعالى (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الواقعة 77 - 78 - 79 فلينظر هنالك فيه من احتاج إليه ها هنا وقد قال وهب بن منبه إنه أراد بقوله (بأيدي سفرة كرام بررة) عبس 15 - 16 يعني أصحاب محمد قال القاضي لقد كان أصحاب محمد كراما بررة ولكن ليسوا بمرادين بهذه الآية ولا قاربوا المرادين بها بل هي لفظة مخصوصة بالملائكة عند الإطلاق ولا يشاركهم فيها سواهم ولا يدخل معهم في متناولها غيرهم روي في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران وقوله (أنا صببنا الماء صبا) عبس 25 قد تقدم القول في أنها نزلت وأمثالها في معرض الامتنان وتحقيق القول فيها