أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 353
نمايش فراداده

سورة الأعلى فيها أربع آيات

الآية الأولى

قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) الآية 6

فيها مسألتان

المسألة الأولى قوله (سنقرئك)

أي سنجعلك قارئا فلا تنسى ما نقرئك وقد تقدم ذكره وقد روى ابن وهب قال سألت مالكا عن قوله (سنقرئك فلا تنسى) قال فتحفظ قال علماؤنا يريد مالك أن الله لم يأمره بترك النسيان إذ كان ليس من استطاعته ولكنه قدم له تركه وحكم له بأنه لا ينسى ما أنزل عليه قال القاضي وهذا صحيح لأن تكليف الناسي في حال نسيانه أن يصرف نسيانه لا يعقل قولا فكيف يكون مكلفا به فعلا فإن قيل فقد قال الله عز وجل (ولا تنس نصيبك من الدنيا) القصص 77

قلنا معناه لا تترك وقد بينا أن النسيان هو الترك لغة والترك على قسمين ترك بقصد وترك بغير قصد والتكليف إنما يتعلق بما يرتبط بالقصد من الترك والله أعلم

المسألة الثانية

ثبت أن النبي كان يقرأ في العيدين ب (سبح اسم ربك الأعلى) و (هل) *

الآية الثالثة

قوله تعالى (إنه لقول فصل وما هو بالهزل) الآيتان 13 - 14

قد بينا أنه ليس في الشريعة هزل وإنما هي جد كلها فلا يهزل أحد بعقد أو قول أو عمل إلا وينفذ عليه لأن الله تعالى لم يجعل في قوله هزلا وذلك لأن الهزل محل للكذب وللباطل يفعل وللعب يمتثل وقد بينا هذا الغرض في الآيات الواردة فيه وفي مسائل الفقه