أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 388
نمايش فراداده

فهذا يدلك على أن الإنسان أحسن خلق الله باطنا وهو أحسن خلق الله ظاهرا جمال هيئة وبديع تركيب الرأس بما فيه والصدر بما جمعه والبطن بما حواه والفرج وما طواه واليدان وما بطشتاه والرجلان وما احتملتاه ولذلك قالت الفلاسفة إنه العالم الأصغر إذ كل ما في المخلوقات أجمع فيه هذا على الجملة وكيف على التفصيل بتناسب المحاسن فهو أحسن من الشمس والقمر بالعينين جميعا وقد بينا القول في ذلك في كتاب المشكلين وبهذه الصفات الجليلة التي ركب عليها الإنسان استولى على جماعة الكفران وغلب على طائفة الطغيان حتى قال أنا ربكم الأعلى وحين علم الله هذا من عبده وقضاؤه صادر من عنده رده أسفل سافلين وهي

الآية الرابعة

بأن جعله مملوءا قذرا مشحونا نجاسة وأخرجها على ظاهره إخراجا منكرا على وجه الاختيار تارة وعلى وجه الغلبة أخرى حتى إذا شاهد ذلك من أمره رجع إلى قدره

الآية الخامسة

قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين) الآية 8

قد روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة أن النبي قال إذا قرأ أحدكم أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن رواية غيره إذا قرأ أحدكم أو سمع (أليس الله بأحكم الحاكمين) * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل بلى وهذه أخبار ضعيفة أما إن ذلك يتعين في الاعتقاد لأجل ما يلزم في فهم القرآن