أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 390
نمايش فراداده

وفؤاده يرجف حتى دخل على خديجة فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة أي خديجة ما لي لقد خشيت على نفسي فأخبرها الخبر فقالت خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان أمرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني ويكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت خديجة يا بن عم اسمع من ابن أخيك قال ورقة يا بن أخي ماذا ترى فأخبره النبي خبر ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك قال رسول الله أو مخرجي هم قال ورقة نعم لم يأت أحد بما جئت به إلا أوذي وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله قال محمد بن شهاب فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه بينا أنا أمشي سمعت صوتا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي قد جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففزعت منه فرجعت فقلت زملوني دثروني فدثروه فأنزل الله تبارك وتعالى (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر)

قال أبو سلمة وهي الأوثان التي كانت الجاهلية تعبدها ثم تتابع الوحي

الآية الثانية

قوله تعالى (خلق الإنسان من علق) الآية 2

فيها دليل على أن الإنسان مخلوق من العلق وأنه قبل أن يكون علقة ليس بإنسان وقد بينا ذلك في غير موضع