أحكام القرآن (جزء 4)

محمد بن عبدالله ابن عربی؛ محقق: محمد عبدالقادر احمد عطا

نسخه متنی -صفحه : 430/ 430
نمايش فراداده

سورة الفلق والناس فيها ثلاث مسائل

المسألة الأولى في سبب نزولهما

روي أن النبي سحر حتى كان يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي قال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ما شأن الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم فقال فيماذا قال في مشط ومشاقة في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذي أروان فجاء البئر واستخرجه انتهى الصحيح زاد غيره فوجد فيها إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل عليه السلام عليه بالمعوذتين إحدى عشرة آية فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى انحلت العقد وقام كأنما أنشط من عقال أفادنيها شيخنا الزاهد أبو بكر بن أحمد بن بدران الصوفي

المسألة الثانية قوله تعالى (ومن شر غاسق إذا وقب)

روي أنه الذكر وروي أنه الليل وروي أنه القمر وذلك صحيح خرجه الترمذي ووجه أنه الذكر أو الليل لا يخفى ووجه أنه القمر لما يتعلق به من جهة الجهل وعبادته واعتقاد الطبائعيين أنه يفعل الفاكهة أو تنفعل عنه أو لأنه إذا طلع بالليل انتشرت عنه الحشرات بالإذايات وهذا يضعف لأجل أن انتشارها بالليل أكثر من انتشارها بالقمر وفيما ذكرنا ما يغني عن الزيادة عليه