تفسير ابن عربي (جزء 1)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 388/ 157
نمايش فراداده

تفسير سورة النساء من آية 166 إلى آية 170

(لكن الله يشهد بما أنزل إليك) لكونك في مقام الجمع وهم محجوبون لا يقرون به بل هو يشهد (أنزله بعلمه) ملتبسا بعلمه، أي: في حالة كونه عالما به بحيث إنه علمه الخاص لا علمك ولا علم غيرك من غيره.

(والملائكة يشهدون) لكونك مراعيا للتفصيل في غير الجمع فهو الشاهد بذاته وبأسمائه وصفاته (وكفى بالله شهيدا) أي: الذات مع الصفات تكفي في الشهادة إذ لا موجود غيره (كفروا) حجبوا عن الحق لكون ضلالهم بعيدا (إن الذين كفروا) حجبوا عن الدين (وظلموا) منعوا استعداداتهم عن حقوقها من الكمال بارتكاب الرذائل وتسليط صفات النفس على قلوبهم (لم يكن الله ليغفر لهم) لرسوخ هيئات الرذائل فيهم وبطلان الاستعداد (ولا ليهديهم طريقا) لجهلهم المركب واعتقادهم الفاسد وعدم علمهم بطريق ما من طرق الكمال (إلا طريق جهنم) نيران أشواق نفوسهم إلى ملاذها مع حرمانهم عنها (وكان ذلك) سهلا على الله لانجذابهم إليها بالطبيعة.

تفسير سورة النساء من آية 171 إلى آية 173

(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) أما اليهود فبالتعمق في الظاهر ونفي البواطن وحط عيسى عن درجة النبوة ومقام الاتصاف بصفات الربوبية. وأما النصارى فبالتعمق في البواطن ونفي الظواهر ورفع عيسى إلى مقام الألوهية (ولا تقولوا على الله إلا الحق) بالجمع بين الظواهر والبواطن والجمع والتفصيل كما هو عليه التوحيد