تفسير ابن عربي (جزء 1)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 388/ 44
نمايش فراداده

(وما كفر سليمان) بإسناد التأثير إلى غير الله، إذ السحر كفر واحتجاب عن مؤثرية الله، بإسناد التأثير إلى غيره (ولكن الشياطين كفروا) احتجبوا ولم يعلموا أن لا مؤثر إلا الله (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين) أي: العقل النظري والعملي المائلين إلى النفس المنكوسين من بئر الطبيعة لتوجههما إليها باستجذاب النفس إياهما إليها (ببابل) الصدر المعذبين بضيق المكان بين أبخرة المواد وأدخنة نيران الشهوات من العلوم والأعمال من باب الحيل والنيرنجات والطلسمات على التأويلين (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة) امتحان وبلاء من الله لقوة النورية وبقية الملكوتية فيهما، فينبهان على حالهما بالنور العقلي (فلا تكفر) باستعمال هذا العلم في المفاسد والمناهي وإسناد التأثير إليه (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين) القلب والنفس، وبين الروح والنفس، وتكدير القلب (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أي: إلا إذا أراد الله أن يضره عند ذلك الفعل، فيفعل ما يريد ويكون زيادة ابتلاء للساحر وإمهالا له في كفره واحتجابه لرؤيته ذلك من تأثير سحره.

(ويتعلمون ما يضرهم) بزيادة الاحتجاب وشدة الميل والهوى (ولا ينفعهم) في رفع الحجاب برؤيتهم ذلك ابتلاء من الله واستعاذاتهم بالله ليقيهم من شره. (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) أي: نصيب، لإقباله على النفس والهوى بالكلية واستعمال ذلك في اكتساب حطام الدنيا وتمتعاتها.

آية 103 - 105

(ولو أنهم آمنوا) برؤية الأفعال من الله (واتقوا) الشرك بنسبة التأثير إلى غيره (لمثوبة) دائمة كائنة (من عند الله) من الأنوار الروحية، والمواهب الفتوحية، والأحوال القلبية، والمعارف الإلهية (خير لو كانوا يعلمون).