تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 104
نمايش فراداده

تفسير سورة النمل من آية 60 إلى الآية 86

(أمن خلق السماوات والأرض) أي: المؤثر المطلق الموجد للكل من الأعيان الممكنة وصفاتها خير في التأثير والإيجاد، أم ما لا وجود له، فكيف بالتأثير والإيجاد.

(أإله مع الله) في التأثير والإيجاد (بل هم قوم يعدلون) عن الحق، فيثبتون الباطل بالتوهم. (أمن يهديكم) إلى نور ذاته (في ظلمات البر) أي: حجب الأكوان والأفعال (والبحر) أي: حجب الصفات (ومن يرسل) رياح النفحات محيية للقلوب من يدي رحمة التجليات.

(أمن يبدأ الخلق) باختفائه بأعيانهم واحتجابه بذواتهم (ثم يعيده) بإفنائهم في عين الجمع وإهلاكهم في ذاته بالطمس أو بإظهارهم في النشأة وإعادتهم إلى الفطرة (ومن يرزقكم من السماء) الغذاء الروحاني (و) من (الأرض) الجسماني إذ من السماء المعارف والحقائق ومن الأرض الحكم والأخلاق.

(وإذا وقع القول عليهم) أي: وإذا تحقق وقوع ما سبق في القضاء حكمنا به من الشقاوة الأبدية عليهم (أخرجنا لهم دابة) من صورة نفس كل شقي مختلفة الهيئات والأشكال هائلة، بعيدة النسبة بين أطرافها وجوارحها على ما ذكر من قصتها بحسب تفاوت أخلاقها وملكاتها من أرض البدن قدام القيامة الصغرى التي هي من أشراطها (تكلمهم) بلسان حياتها وصفاتها (أن الناس كانوا بآياتنا) قدرتنا على البعث (لا يوقنون).