تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 243
نمايش فراداده

أي: بسبب ذلك القول المختلف الذي هو حديث النفس أو الاعتقاد الفاسد (من إفك) أي: المحجوب المحكوم عليه في القضاء السابق بسوء الخاتمة دون غيره أو يصرف عما توعدون من الكمال من صرف بالشقاوة الأزلية في علم الله.

(قتل الخراصون) أي: لعن الكذابون بالأقوال المختلفة (الذين هم في غمرة) أي: جهل يغمرهم، غافلون عن الكمال والجزاء (يسألون أيان يوم الدين) لبعدهم عن ذلك المعنى واستبعادهم لذلك وتعجبهم منه لمكان الاحتجاب، أي: متى وقوع هذا الأمر المستبعد (يوم هم) أي: يقع يوم هم يعذبون على نار الحرمان في ظلمات الهيئات بفساد الأبدان والوقوع في الهلاك والخسران مقولا لهم.

(ذوقوا فتنتكم) أي: عذابكم (الذي كنتم به تستعجلون) بالانهماك في اللذات البدنية واستئثار الحظوظ العاجلة والكمالات البهيمية والسبعية.

تفسير سورة الذاريات من آية 15 - 49

(إن المتقين) الذين تجردوا عن هيئات الطبيعة وصفات النفس في جنات الصفات وعلومها آخذين أي: قابلين (ما آتاهم ربهم) من أنوار تجليات الصفات راضين بها (إنهم كانوا قبل ذلك) أي: قبل الوصول إلى مقام تجليات الصفات (محسنين) بشهود الأفعال في مقام العبادات والمعاملات كما قال عليه السلام: '' الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ''.