تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 64
نمايش فراداده

الصراط المستقيم الذي يدعوهم إليه هو طريق التوحيد المستلزم لحصول العدالة في النفس ووجود المحبة في القلب وشهود الوحدة في الروح. والذين يحتجبون عن عالم النور بالظلمات وعن العقل بالحس وعن القدس بالرجس إنما هم منهمكون في الظلم والبغضاء والعداوة والركون إلى الكثرة، فلا جرم انهم عن الصراط ناكبون منحرفون إلى ضده، فهو في واد وهم في واد.

تفسير سورة المؤمنون من آية 96 - 118

(ادفع بالتي هي أحسن السيئة) أي: إذا قابلك أحد بسيئة فتثبت في مقام القلب وانظر أي الحسنات أحسن في مقابلتها لتنقمع بها نفس صاحبك وتنكسر فترجع عن السيئة وتندم ولا تدع نفسك تظهر وتقابله بمثلها فتزداد حدة نفسه وسورتها وتزيد في السيئة، فإنك إن قابلته بحسن الحسنات، ملكت نفسك، وغلبت شيطانك، وثبت قلبك، واستقمت على ما أمرك الله به، وحصلت على فضيلة الحلم، وتمكنت على مقتضى العلم، واستقررت في طاعة الرحمن ومعصية الشيطان، وأضفت إلى حسنتك إصلاح نفس صاحبك وملكتها إن كان فيه أدنى مسكة وقومتها وشددتها، وتلك حسنة أخرى لك، فكنت حائزا للحسنيين وإن عكست كنت جامعا للسوأيين (نحن أعلم بما يصفون) أي: كل المسئ إلى علم الله.