68 - (يخلق ما يشاء) كان قوم في الجاهلية يجعلون خير أموالهم لآلهتهم. فقال (وربك يخلق ما يشاء) من خلقه (ويختار) منهم ما يشاء لطاعته، أو يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة، أو يخلق ما يشاء النبي ويختار الأنصار لدينه (وما كان لهم الخيرة) أي يختار للمؤمنين الذي فيه خيرتهم، أو ' ما ' نافية أن يكون للخلق على الله تعالى خيرة نزلت في الذين / [137 / أ] (جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا) [الأنعام: 136]، أو في الوليد بن المغيرة قال (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) [الزخرف: 31] يعني نفسه وأبا مسعود الثقفي فقال الله تعالى ما كان لهم أن يتخيروا على الله الأنبياء. (ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون)
75 - (ونزعنا) أخرجنا (من كل أمة) رسولا مبعوثا إليها، أو أحضرناه ليشهد عليها أن قد بلغها الرسالة. (برهانكم) حجتكم، أو بينتكم. (الحق لله) التوحيد، أو العدل، أو الحجة. (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * 77 *)
76 - (قارون) كان ابن موسى أخي أبيه وقطع البحر مع بني إسرائيل ونافق كما نافق السامري. (فبغى) كفر بالله، أو زاد في طول ثيابه شبرا، أو علا بكثرة ماله وولده، أو كان غلاما لفرعون فتعدى على بني إسرائيل وظلمهم، أو نسب ما آتاه الله تعالى من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته، أو لما أمر موسى برجم الزاني دفع قارون إلى بغي مالا قيل الفي درهم وأمرها أن تدعي على موسى أنه زنا بها ففعلت فعظم ذلك على موسى فأحلفها بالله تعالى الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى إلا صدقت. فقالت: أشهد أنك برئ وأن قارون أعطاني مالا وحملني على ذلك ' ع ' (من الكنوز) أصاب كنزا، أو كان يعمل الكيمياء (مفاتحه) خزائنه، أو أوعيته، أو مفاتيح خزائنة وكانت من جلود يحملها أربعون بغلا، أو مفاتيحها: إحاطة علمه بها.
(لتنوء) لتثقل العصبة ' ع '، أو لتمر بالعصبة من النأي وهو البعد، أو ينهض بها العصبة (العصبة) الجماعة يتعصب بعضهم لبعض مهم سبعون رجلا، أو ما بين العشرة إلى الأربعين، أو ما بين العشرة إلى الخمسة عشر، أو ستة أو سبعة، أو ما بين الثلاثة والتسعة وهم النفر، أو عشرة قال أبو عبيدة: هذا من المقلوب تأويله أن العصبة لتنوء بالمفاتيح (القوة) الشدة (إذ قال له قومه) مؤمنوا قومه، أو موسى (لا تفرح) لا تبغ، أو لا تبخل، أو لا تبطر.