تفسير العز بن عبد السلام (جزء 2)

عبد العزیز بن عبد السلام سلمی؛ محقق: عبد الله بن ابراهیم وهبی

نسخه متنی -صفحه : 290/ 57
نمايش فراداده

4 - (رأيت) رأى أبويه وإخوته ساجدين له فعبر عنهم بالشمس والقمر والكواكب فالشمس أبوه والقمر أمه راحيل ' ع ' أو رأى الكواكب والشمس والقمر فتأولهم بإخوته والقمر بأمه والشمس بأبيه عند الأكثرين، أو الشمس أمه والقمر أبوه لتأنيثها وتذكير القمر، (رأيتهم) تأكيد ل (رأيت) الأول لبعد ما بينهما، أو رؤيته الأولى لهم والثاني لسجودهم، (ساجدين) كسجود الصلاة إعظاما لا عبادة، أو عبر عن الخضوع بالسجود. وكانت رؤياه ليلة القدر في ليلة الجمعة، فلما قصها على يعقوب خاف عليه حسد إخوته، فقال: هذه رؤيا ليل فلا تعمل عليها، فلما خلا به قال: (لا تقصص رؤياك) الآية [5]، وقيل كان عمره عند الرؤيا سبع عشرة سنة. ويوسف أعجمي عبراني، أو عربي من الأسف لأنه حزن وأحزن.

6 - (يجتبيك) بالنبوة، أو بحسن الخلق فالخلق أو بترك الانتقام. (تأويل الأحاديث) عواقب الأمور، أو عبارة الرؤيا، أو العلم والحكمة. (ويتم نعمته عليك) بالنبوة، أو بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك (وعلى آل يعقوب) بأن 3 يجعل فيهم النبوة (كما أتمها على أبويك) نعمته على إبراهيم بالنجاة من النار وعلى إسحاق بالنجاة من الذبح. (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين)

7 - (آيات) عبر، أو زواجر بما ظهر في يوسف من عواقب البغي عليه، أو بصدق رؤياه وصحة تأويله، أو بقهره شهوته / [83 / أ] حتى سلم من المعصية، أو بحدوث الفرح بعد شدة الإياس، قال ابن عطاء: ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها.

8 - (ليوسف وأخوه) كانا أخوين للأبوين ثم ماتت أمهما فكفلهما أبوهما وزاد لذلك في مراعاتهما فحسدوهما وكان عطفه على يوسف أكثر فلذلك كان حسده أكثر ثم اشتد بسبب رؤياه. (عصبة) العصبة، الجماعة أو ستة أو سبعة، أو من عشرة إلى خمسة عشرة، أو إلى أربعين. (ضلال مبين) محبة ظاهرة، أو خطأ في رأيه، أو جور في فعله لتفضيله الصغير على الكبير والقليل على الكثير ومن لا يراعي ماله على من يراعيه وكانوا حينئذ بالغين مؤمنين ليسوا بأنبياء لقولهم: (استغفر لنا ذنوبنا) (إلي) (خاطئين) [97]، أو لم يبلغوا لقولهم: (ويلعب) [12].

9 - (أرضا) لتأكله السباع، أو ليبعد عن أبيه، (صالحين) بالتوبة، أو في دنياكم دون الدين.