أضواء البيان

محمدامين شنقيطي

نسخه متنی -صفحه : 181/ 141
نمايش فراداده

سورة الإخلاص

(قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) (قل هو الله أحد).

الأحد: قال القرطبي: أي الواحد الوتر، الذي لا شبيه له ولا نظير، ولا صاحبة، ولا ولد، ولا شريك. ا ه.

ومعلوم أن كل هذه المعاني صحيحة، في حقه تعالى.

وأصل أحد: وحد، قلبت الواو همزة.

ومنه قول النابعة: ومنه قول النابعة:


  • كأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد

  • بذي الجليل على مستأنس وحد بذي الجليل على مستأنس وحد

وقال الفخر الرازي في أحد وجهان:

أحدهما: أنه بمعنى واحد.

قال الخليل: يجوز أن يقال: أحد اثنان ثلاثة، ثم ذكر أصلها وحد، وقلبت الواو همزة للتخفيف.

والثاني: أن الواحد والأحد لبسا اسمين مترادفين.

قال الأزهري: لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى، لا يقال: رجل أحد ولا درهم أحد، كما يقال: رجل واحد أي فرد به، بل أحد صفة من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شيء.

ثم قال: ذكروا في الفرق بين الواحد والأحد وجوها:

أحدها: أن الواحد يدخل في الأحد، والأحد لا يدخل فيه.

وثانيها: أنك لو قلت: فلان لا يقاومه واحد، جاز أن يقال: لكنه يقاومه اثنان بخلاف الأحد.