قد علمت أنهم حكموا بكفر من أنكر الضروري مع الانتماء إلى الاسلام أيضا وأنهم مثلوا بالخوارج وأشباههم فراجع عبارة المحقق في الشرايع المذكورة من قبل. وقد علمت أيضا إنا ذكرنا تبعا لعلم التحقيق الشيخ المرتضى قدس سره بأن كفر هؤلاء ليس من باب انكار الضروري بل هم كافرون بعنوانهم الخاص فالمناسب هنا أن نتعرض للخوارج والنواصب حكما وموضوعا. فنقول: دلت الروايات الكثيرة على كفر الخوارج والنواصب، وأنهم كافرون بعنوانهم الخاص، وقد جمعها الفقيه الهمداني قدس سره.
منها ما أرسل عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصف الخوارج:
أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. 1
وظاهرها كفرهم مطلقا سواء كان عن علم أو عن جهل مركب.
ومنها رواية الفضل قال: دخل على أبي جعفر عليه السلام رجل، محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه ورحب به فلما قام قال: هذا من الخوارج كما هو قال: قلت مشرك؟
1. بحار الأنوار ج 33 ص 325.