إنصاف فيما تضمنه الكشاف (جزء 4)

احمد بن محمد ابن منیر

نسخه متنی -صفحه : 95/ 63
نمايش فراداده

القول في سورة الانسان

(بسم الله الرحمن الرحيم)

قوله تعالى (هل أتى على الانسان) قال: هل بمعنى قد في الاستفهام والأصل أهل الخ قول تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) قال فيه (هما حالان من الهاء في هديناه الخ) قال أحمد: هذا من تحريفه المنكر وهو عند أهل السنة على ظاهره. عاد كلامه، قال (أو يكون معناه إنا دعوناه إلى الايمان كان معلوما منه الخ) قال أحمد: واستحسانه لقراءة أبى السمال لتخيله أن في التقسيم إشعارا بغرضه الفاسد، وليس كذلك فإن التقسيم يحتمل الجزاء إما شاكرا فمثاب وإما كفورا فمعاقب، ويرشد إليه ذكر جزاء الفريقين بعد.

قوله تعالى (سلاسلا وأغلالا) قال فيه (قرئ بتنوين سلاسل فوجهه أن تكون هذه النون بدلا من ألف الاطلاق الخ) قال أحمد: وهذا من الطراز الأول لان معتقده أن القراءة المستفيضة غير موقوفة على النقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفاصيلها، وأنها موكولة إلى اجتهاد القراء واختيارهم بمقتضى نظرهم كما مر له وطم على ذلك ههنا، فجعل تنوين سلاسل من قبيل الغلط الذي يسبق إليه اللسان في غير موضعه لتمرنه عليه في موضعه، والحق أن جميع الوجوه المستفيضة منقولة تواترا عنه صلى الله عليه وسلم وتنوين هذا على لغة من يصرف في نثر الكلام جميع مالا ينصرف إلا أفعل، والقراءات مشتملة على اللغات المختلفة، وأما قوارير فقرئ بترك تنوينهما وهو الأصل، وتنوين الأول خاصة بدلا من ألف الاطلاق لأنها فاصلة، وتنوين الثانية كالأولى اتباعا لها ولم يقرأ أحد بتنوين الثانية وترك تنوين الأولى. فإنه عكس أن يترك تنوين الفاصلة مع الحاجة إلى المجانسة وتنوين غيرها من غير حاجة.