وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (جزء 7)

احمد بن محمد ابن خلکان؛ محقق: احسان عباس

نسخه متنی -صفحه : 255/ 109
نمايش فراداده

فخرج يوسف بن عمر بنفسه إلى الوليد بن يزيد وحمل من الأموال والأمتعة والآنية ما لم يحمل من العراق مثله فقدم وخالد بن عبد الله القسري محبوس فلقيه حسان النبطي ليلا وأخبره أن الوليد قد عزم على تولية عبد الملك بن محمد بن الحجاج وأنه لا بد له من إصلاح أمر وزرائه فقال يوسف ليس عندي شيء فقال له حسان عندي خمسمائة ألف درهم فإن شئت فهي لك وإن شئت فارددها إذا تيسرت فقال له يوسف أنت أعلم بالقوم ومنازلهم من الوليد ففرقها على قدر علمك فيهم ففعل فقدم يوسف والقوم يعظمونه وقرر يوسف بن عمر مع أبان بن عبد الرحمن النميري أن يشتري خالد بن عبد الله القسري بأربعين ألف ألف درهم فقال الوليد ليوسف ارجع إلى عملك فقال أبان له ادفع إلي خالدا وأدفع إليك أربعين ألف ألف درهم فقال الوليد ومن يضمن عنك هذا المال فقال يوسف فقال ليوسف أتضمن عنه فقال يوسف ادفعه إلي فأنا أستأديه خمسين ألف ألف درهم فدفعه إليه فحمله في محمل بغير وطاء وقدم به إلى العراق فقتله كما شرحته في ترجمته ولما قتل الوليد بن يزيد وتولى بعده ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وأطاعه أهل الشام وانبرم له الأمر ندب لولاية العراق عبد العزيز بن هارون ابن عبد الملك بن دحية بن خليفة الكلبي فقال له عبد العزيز لو كان معي جند لقبلت فتركه وولاها منصور بن جمهور وأما أبو مخنف فإنه قال قتل الوليد بن يزيد بالبخراء في التاريخ المذكور وبويع يزيد بن الوليد بدمشق وسار منصور بن جمهور من البخراء في اليوم الذي قتل فيه الوليد إلى العراق وهو سابع سبعة فبلغ خبره يوسف بن عمر فهرب وقدم منصور بن جمهور الحيرة في أيام خلت من رجب فأخذ بيوت الأموال وأخرج العطاء لأهل العطاء والأرزاق وولى العمال بالعراق وأقام بقية أيام رجب وشعبان ورمضان وانصرف لأيام بقيت منه ولما هرب يوسف بن عمر سلك طريق السماوة حتى أتى إلى البلقاء فاستخفى بها وكان أهله مقيمين فيها فلبس زي النساء وجلس بينهن