وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (جزء 7)

احمد بن محمد ابن خلکان؛ محقق: احسان عباس

نسخه متنی -صفحه : 255/ 110
نمايش فراداده

وبلغ يزيد بن الوليد خبره فأرسل إليه من يحضره فوصلوا إليه فوجدوه بعد أن فتشوا عليه كثيرا جالسا على تلك الهيئة بين نسائه وبناته فجاء به في وثاق فحبسه يزيد عند الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد وكان يزيد ابن الوليد قد حبسهما عند قتله أباهما في الخضراء وهي دار بدمشق مشهورة قبلي جامعها وقد خربت الآن ومكانها معروف عندهم ثم إن يزيد بن الوليد عزل منصور بن جمهور عن ولاية العراق وولاها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فأقام يوسف بن عمر في السجن بقية مدة يزيد بن الوليد إلى أن مات في ذي الحجة على الخلاف الكثير فيه هل مات في أول الشهر أو في عاشره أو بعد العاشر أو في سلخ ذي القعدة سنة ست وعشرين ومائة وجعل ولي عهده أخاه إبراهيم بن الوليد ومن بعده عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك واستمر يوسف بن عمر في سجنه مدة ولاية إيراهيم بن الوليد فجاء مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية بأهل الجزيرة الفراتية وقنسرين وغلب على الأمر وخلع إبراهيم بن الوليد وتولى مكانه وقتل عبد العزيز بن الحجاج ابن عبد الملك وكانت ولاية إبراهيم أربعة أشهر وخلع في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائة وقيل كانت ولايته سبعين يوما لا غير وكان يزيد بن خالد بن عبد الله القسري مع إبراهيم بن الوليد فلما ظهر أمر مروان بن محمد والتقى عسكره وعسكر إبراهيم وهرب عسكر إبراهيم ودخلوا دمشق ومروان وراءهم خافت جماعة إبراهيم أن يدخل مروان فيخرج الحكم وعثمان ابني الوليد من السجن ويجعل لهما الأمر فلا يستبقيا أحدا ممن أعان على قتل أبيهما فأجمع رأيهم على قتلهما فأرسلوا يزيد بن خالد القسري ليتولى فانتدب يزيد المذكور مولى أبيه وهو أبو الأسد في جماعة من أصحابه فدخلوا السجن وشدخوا الغلامين بالعمد وأخرجوا يوسف بن عمر فضربوا عنقه لكونه قتل خالد ابن عبد الله القسري والد يزيد المذكور كما شرحناه في ترجمة خالد وذلك في سنة سبع وعشرين ومائة وهو ابن نيف وستين سنة ولما قتل أخذوا رأسه عن جسده وشدوا في رجليه حبلا فجعل الصبيان يجرونه