وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (جزء 7)

احمد بن محمد ابن خلکان؛ محقق: احسان عباس

نسخه متنی -صفحه : 255/ 253
نمايش فراداده

كان الشيخ يونس المذكور من أهل إربل ومولده بها وقدم الموصل فتفقه بها على تاج الإسلام أبي عبد الله الحسين بن نصر المعروف بابن خميس الكعبي الجهني المقدم ذكره وسمع عليه كثيرا من كتبه ومسموعاته ثم انحدر إلى بغداد وتفقه بها على الشيخ أبي منصور سعيد بن محمد بن عمر المعروف بابن الرزاز مدرس النظامية ثم أصعد إلى الموصل وتديرها وصادف بها قبولا تاما عند المتولي بها الأمير زين الدين أبي الحسن علي بن بكتكين والد الملك المعظم مظفر الدين صاحب إربل المقدم ذكره في حرف الكاف وفوض له تدريس مسجده المعروف به وجعل نظره إليه فكان يدرس ويفتي ويناظر وتقصده الطلبة للاشتغال عليه والمباحثة مع ولديه المذكورين ولم يزل على قدم الفتوى والتدريس والمناظرة إلى أن توفي بالموصل يوم الاثنين سادس المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة وسمعت بعض خواصهم يقول توفي سنة خمس وسبعين وأما ولده الشيخ كمال الدين فكان يقول بل توفي سنة ست وسبعين وهو أعلم بذلك ودفن بتربته المجاورة لمسجد زين الدين المذكور رحمه الله تعالى وكان عمره ثمانيا وستين سنة وقد تقدم ذكر حفيده أيضا شرف الدين أحمد بن الشيخ كمال الدين موسى بن يونس المذكور رحمهم الله تعالى وعلى الجملة فإنه خرج من بيتهم جماعة من الفضلاء وانتفع بهم أهل تلك البلاد وغيرهم وكانوا مقصودين من بلاد العراق والعجم وغيرها رحمهم الله تعالى أجميعن: وله شعر فمن ذلك قوله:


  • لها زورة في كل عام وتارة وصال وصد لا لشيء سوى انها على خلق الدنيا تجود وتمنع

  • تمر شهور الحول لا نتجمع على خلق الدنيا تجود وتمنع على خلق الدنيا تجود وتمنع

وله غير ذلك والله أعلم