رسول الله ان عمارا كفر فقال : كلا ان عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الايمان بلحمه و دمه فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه و هو يبكى فجعل النبي صلى الله عليه و آله يمسح عينيه و قال : مالك ان عادوا لك فعد لهم بما قلت ( 1 ) .
بل و ربما يستفاد منه و من غيره ان الافضل له ذلك و ان كان لو لم يجبهم إلى ذلك و لم يسب و قتل لذلك لم يكن آثما و مؤاخذا عليه بل هو مأجور و قد تعجل إلى جنات النعيم و إلى جوار الله رب العالمين على حسب ما ورد في بعض الروايات ، الا ان التقية افضل .
و مع ذلك كله لابد من ملاحظة المصالح و المفاسد و العمل على وفقها فربما يترتب على ترك التقية و على قتله مثلا مفاسد عظيمة فهنا لابد له من التقية .
ثم انه قد يقال ( 2 ) : كيف يمكن القول بانه يجب قتل من سب النبي أو واحدا من الائمة الطاهرين عليهم السلام و نحن نجد موارد عديدة على خلاف ذلك بل و قد وجدنا موارد كثيرة نهى النبي صلى الله عليه و آله أو الامام عليه السلام عن قتل الساب .
فمن جملة الموارد قول الرجل للنبي صلى الله عليه و آله : ان النبي ليهجر .
و منها قول الاعرابى للنبي صلى الله عليه و آله : أيها الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على من هو أكذب منك .
و منها قول رجل عند ما سمع كلاما من الامام أمير المؤمنين عليه السلام : قاتله الله من كافر ما أفقهه ( 3 ) و لم يقتله الامام .
1 - راجع تفسير الصافي ج 1 ص 941 . 2 - قد قاله هذا العبد و أجاب دام ظله بما في المتن . 3 - روي انه عليه السلام كان جالسا في أصحابه فمرت بهم إمرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال عليه السلام : إن أبصار هذه الفحول طوامح و ان ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم إلى إمرأة تعجبه فليلامس أهله فإنما هي إمرأة كامأة فقال رجل من الخوارج . نهج