وهم أتباع نجدة بن عامر الحنفي، ومنالغريب أنّه كان للخوارج إمامان في وقتواحد، إمام في البصرة وهو نافع بن الأزرق،وإمام في اليمامة وأطرافها وهو نجدة بنعامر، وذلك انّه لمّا أظهر نافع آراءهالمستهجنة الشاذّة كالبراءة من القعدةحتّى سمّاهم مشركين، واستحلّ قتل أطفالمخالفيه ونسائهم، تبرّأ منه عدّة منالخوارج، منهم أبو فديك، وعطية الحنفي،وراشد الطويل، ومقلاص، وأيّوب الأزرق،فذهبوا إلى اليمامة، فاستقبلهم نجدة بنعامر في جند من الخوارج يريدون اللحوقبعسكر نافع، فأخبروهم باحداث نافعوردّوهم إلى اليمامة، وبايعوا بها نجدة بنعامر، وكفّروا من قال بإكفار القعدة منهمعن الهجرة إليهم، وأكفروا من قال بإمامةنافع، وأقاموا على إمامة نجدة إلى أناختلفوا عليه في اُمور نقموها منه.