بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحاني

نسخه متنی -صفحه : 468/ 36
نمايش فراداده

الثاني عشر من رجب شهور سنه 36 (1).

ولكن الإمام عبده، نقل انّه قتل سبعة عشرألفاً من أصحاب الجمل و قتل من أصحاب عليألف و سبعون (2).

وعلى كل تقدير فهذه الضحايا كانت خسارةعظيمة في الإسلام، وقد عرقلت خطاه، وشلّتالزحوف الإسلامية في أوّل عهدها فيالفتوح، ولولا هذه الحروب الداخلية، لكانللعالم حديث غير هذا، ولو كان الإمام هوالقابض لزمام القيادة في جو هادىء، لكانالوضع السائد على الإسلام، غيرما هوالمشاهد ـ وياللأسف ـ.

«ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه».

وقد حفظ التاريخ من الامام يوم ذاك عواطفسامية وسماحة ورحب صدر على حدّ لم يسبقإليه أحد، غير النبي الأكرم (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) عندما فتح مكّة، فلم يأخذمن أهل البصرة شيئاً سوى ما حواه العسكر. وكان هناك جماعة يصرّون على أن يأخذ الاماممنهم، عبيداً وإماءً فاسكتهم الإمام بقول:أيّكم يأخذ اُمّ المؤمنّين في سهمه (3). وقدعلّم الامام بسيرته كيفيّة القتال معالبغاة من أهل القبلة.

1. المسعودي: مروج الذهب 3/107 ـ 117. بتلخيص:لاحظ الطبري: التاريخ 3/543.

2. الإمام عبده: شرح نهج البلاغة 40.

3. وسائل الشيعة 11/59 ـ 60.