بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحاني

نسخه متنی -صفحه : 468/ 382
نمايش فراداده

التعدّي عن حدود الله، و من المحتمل جدّاًأن يكون المراد من التعدّي، رفض أحكامهسبحانه و عدم قبولها.

بل يمكن أن يقال: إنّ قوله (وَيَتَعَدَّحُدُودَهُ)ظاهر في تعدّي جميع حدود الله وهذه صفة الكفّار، فالآية خاصّة بهم لابمرتكب الكبيرة. وأمّا المؤمن الفاسقفإنّما يتعدّى بعض الحدود.

2 ـ (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناًمُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُخَـلِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُعَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُعَذَاباً عَظِيماً )(1) فعدّ قاتل المؤمن منالمخلّدين في النار من غير فرق بين أن يكونالقاتل مسلماً أو كافراً.

يلاحظ عليه: أنّ الآية ناظرة إلى القاتلالمستحل قتل المؤمن أو قتله لأجل ايمانه ومثله كافر و يدلّ عليه ما قبلها، قالسبحانه: (سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَيُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْوَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَارُدُّواْ إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُواْفِيْهَا فَإِنْ لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْوَيُلْقُواْ إِلَيْكُمْ السَّلَمَوَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْوَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْوَأُوْلَِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْعَلَيْهِمْ سُلْطَناً مُّبِيناً )(2).

ثمّ يقول: (وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِن أَنْيَقْتُلَ مُؤمِناً إلاّ خَطَأً وَ مَنْقَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحرِيرُرَقَبَة مُؤْمِنَة...)(3).

ثمّ يقول: (وَ مَن يَقْتُلْ مُؤمِناًمُتَعَمِّداً فَجَزاؤهُ جَهَنَّمُ...)فالآية حسب السياق تختصّ بالمستحلّالكافر، خصوصاً بالنظر إلى قوله (وَ مَاكَانَ لِمُؤْمِن أَنْ يَقْتُلَ مُؤمِناً)والنفي وإن كان نفياً تشريعياً (ليس شأنالمؤمن أن يقتل مؤمناً إلاّ خطأ)لاتكوينّياً(لايصدر من المؤمن قتل المؤمن)ولكّنه يصحّ أن يقع قرينة

1. النساء: 93.

2. النساء: 91.

3. السناء: 92.