به محمّد عن الله فهو الحق، فهذا الّذيلايسع جهله في حال من الاحوال(1).
و أضاف البعض الآخر من الاباضية تبعاًلأهل الحديث ثم الأشاعرة، الإيمان بالقدرخيره وشرّه (فيجب معرفتهما) قال ابن سلام:الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله و البعث و اليوم الآخر و الموت والقدر خيره و شرّه من الله عزّوجلّ(2).
ولأجل وجود التطرّف في القول الأوّل قالشيخنا المرتضى الأنصاري عند البحث عنحجّية الظن في اُصول الدين:
«لقد ذكر العلامة (قدس سره) في البابالحادي عشر في ما يجب معرفته على كلّ مكلّفمن تفاصيل التوحيد و النبوّة و الامامة والمعاد اُموراً لا دليل على وجوبهامطلقاً، مدعياً انّ الجاهل بها عن نظر واستدلال خارج عن ربقة الإسلام مستحقّللعقاب الدائم و هو في غاية الاشكال»(3).
و لأجل تحقيق الحال نبحث عن الموضوع علىوجه الايجاز فنقول: إنّ المسائل الاُصوليةالّتي لا يطلب فيها أوّلاً و بالذات إلاّالاعتقاد، على قسمين:
الأوّل: ما وجب على المكلّف الاعتقاد والتدّين به غير مشروط بحصول العلم، فيكونتحصيل العلم من مقدّمات ذلك الواجب المطلقفيجب تحصيل مقدّمته (المعرفة).
الثاني: ما يجب الاعتقاد و الالتزام إذااتّفق حصول العلم به، و هذا كبعض تفاصيلالمعارف الاسلامية الراجعة إلى المبدأوالمعاد.
أمّا القسم الأوّل: أعني ما يجب الاعتقادبه مطلقاً ولأجل كون وجوبه غير
1. أبو سعيد الكدمي: المعتبر 1 / 145 منمنشورات وزارة التراث القومي و الثقافةلسلطنة عمان. 2. ابن سلام (ت 273): بدء الإسلام و شرائعالدين 60. 3. مرتضى الأنصاري: الرسائل 170.