السرقة.
و سار مروان إلى الضحاك فالتقوا بنواحيكفر قوتا من اعمال ماردين فقاتله يومهأجمع، فلمّا كان عند المساء ترجّل الضحاكو معه من ذوي الثبات والبصائر نحو من ستّةآلاف، ولم يعلم أكثر أهل عسكره بما كان،فأحدقت بهم خيول مروان و ألحوا عليهم فيالقتال حتى قتلوهم عند العتمة.
و انصرف من بقي من أصحاب الضحاك عندالعتمة إلى معسكرهم و لم يعلموا بقتلالضحاك و لم يعلم به مروان يضاً، و جاء بعضمن عاينه من أصحابه فبكوا وناحوا عليه، وجاء قائد من قواده إلى مروان فأخبره بقتلهفأرسل معه النيران و الشمع، فطافوا عليهفوجدوه قتيلاً و في وجهه و رأسه أكثر منعشرين ضربة فكّبروا فعرف عسكر الضحاكانّهم قد علموا بقتله.
و بعث مروان رأسه إلى مدائن الجزيرة فطيفبه فيها(1).
أبو عبيدة، التيمي(2) البصري، يصفه الخطيبفي تاريخه بالنحويّ العلاّمة، يقال: إنّهولد سنة 110 في الليلة الّتي ولد فيها الحسنالبصري، و نقل عن الجاحظ أنّه قال: لم يكنفي الأرض خارجي و لاجماعيّ أعلم بجميعالعلوم منه(3).
قال ابن قتيية: كان الغريب(4) أغلب عليه واخبار العرب و أيّامها، وكان
1. ابن الاثير: الكامل 5 / 349.
2. كان تيميّاً بالولاء.
3. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 13 / 252 برقم7210.
4. المراد غريب اللغة أو غريب القرآن والحديث.