بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحاني

نسخه متنی -صفحه : 468/ 94
نمايش فراداده

أنت يا أميرالمؤمنين قال: قد عفوت عنعبيدالله بن عمر(1).

إنّي لا اُريد أن أحوم حول هذه القصّة،كيف وقد نقم به على الخليفة حيث عطّلالقصاص إذ قتل عبيدالله رجلا يصلّي وصبيةصغيرة، ومع ذلك عفى عنه الخليفة لسببعاطفي أو غيره، فَلِمَ لا يجوز ذلك للامامعلي (عليه السَّلام) وقد رأى انّ فيالقَوَد مفسدةً عظمى على الاسلام والمسلمين؟ وانّ جبر دم الخليفة بالديةأصلح من القصاص و القود.

هذه هي المواضيع الهامّة التي كانت منالمفترض دراستها و القضاء فيها، ثم الخروجبنتيجة صحيحة عن الحكومة، غير انّالحَكَمين جعلاها وراء ظهورهما، ولمينبسا فيها ببنت شفة، بل كان هوى أبي موسىالأشعري مع عبدالله بن عمر، و كان هوى عمروبن العاص مع معاوية، فلنتعرف على عبداللهبن عمر، ثم عمروبن العاص:

أمّا عبدالله بن عمر فكفى في ضعف نفسهانّه لمّا ولّي الحجاج الحجاز من قبلعبدالملك بن مروان جاءه ليلا ليبايعه،فقال له الحجّاج ما أعجلك؟ فقال: سمعت رسولالله يقول: من مات بغير امام مات ميتةجاهلية (2) فقال له: إنّ يدي مشغولة عنك، وكان يكتب، فدونك رجلي، فمسح على رجله وخرج، فقال الحجاج: يا أحمق. تترك بيعة عليبن أبي طالب و تأتيني مبايعاً في ليلة؟ وما هذا إلاّ انّ الخوف من السيف جاءك إلىهنا(3).

وأمّا عمرو، و ما أدراك ما عمرو؟ ذلكالانسان الذي عرّفه الامام بقوله:

1. البيهقي: السنن الكبرى8/61. ولاحظ الطبري:التاريخ 3/303.

2. الهيثمي: مجمع الزوائد 5/218. الطيالسي:المسند 259 وللحديث صور اُخرى.

3. أبو جعفر الاسكافي: المعيار و الموازنة24. و ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/242.عبدالله المامقاني: تنقيح المقال برقم 6989.