غارات

ابراهيم بن محمد ثقفي كوفي

نسخه متنی -صفحه : 835/ 573
نمايش فراداده

«699»

بالّذي بقي عندها من العنز فطعموا وأخرجوا سفرهم فقال عبد الله: ما بنا الىطعامكم حاجة سائر اليوم فلمّا أراد أنيرتحل دعا مولاه الّذي كان يلي نفقته فقال:هل معك من نفقتنا شي‏ء؟- قال: نعم، قال: كمهو؟- قال: ألف دينار، قال: أعطها خمسمائة واحتبس لنفقتك باقيها، فدفع المال اليهافأبت أن تقبل، فلم يزل عبد الله يكلّمها وهي تقول: اي و الله أكره عذل بعلي فطلباليها عبد الله حتّى قبلت فودّعها و ارتحلهو و أصحابه فلم يلبث أن استقبله أعرابيّيسوق إبلا له فقال عبد الله: ما أراه الّاالمحذور فلو انطلق بعضكم فعلم لنا علمهثمّ لحقنا، فانطلق بعض أصحابه راجعامتنكّرا حتّى نزل قريبا منه فلمّا أبصرتالمرأة الأعرابيّ مقبلا قامت اليهتتفدّاه و تقول: بأبي أنت و أمّي:


  • توسّمته لمّا رأيت مهابة و الّا فمن آل المرار فانّهم فقمت الى عنز بقيّة أعنز فعوّضني منها غناء و لم يكن بخمس مئين من دنانير عوّضت من العنز ماجادت به كفّ آدمي‏

  • عليه فقلتالمرء من آل هاشم‏ ملوك ملوكمن ملوك أعاظم‏ لأذبحها فعلامرئ غير نادم‏ يساوي لحيمالعنز خمس دراهم‏ من العنز ماجادت به كفّ آدمي‏ من العنز ماجادت به كفّ آدمي‏

ثمّ أظهرت الدّنانير له و قصّت عليهالقصّة فقال: بئس لعمر الله معقل الأضيافكنت، أ بعت معروفك بما أرى من الأحجار؟!قالت: انّي و الله قد كرهت ذلك و خفت العذل،قال: و هذه لم تخافي العار و خفت العذل؟!كيف أخذ الرّكب فأشارت له الى الطّريق قال:و هذا يعنى الرّجل الّذي أرسله عبد الله؟فقال: اسرجي لي فرسي قالت: تصنع ما ذا؟- قال:ألحق القوم فان سلّموا اليّ معروفي و الّاحاربتهم قالت:

أنشدك الله أن تفعل فتسوأهم فأقبل عليهاضربا و قال: ركنت الى امحاق المعروف، فركبفرسه و أخذ رمحه، فجعل الرّجل صاحب عبدالله يسير معه و يقول له: ما أراك تدركالقوم فقال: و الله لآتينّهم و لو بلغواكذا و كذا فلمّا رأى الرّجل أنّه غير منتهقال: على رسلك أدرك لك القوم و أخبرهمخبرك، فتقدّم الرّجل فأخبر ابن جعفر و قصّعليه القصّة فقال عبد الله: قد كانت المرأةحذرة من الشّؤم ثمّ لحقهم الأعرابيّ‏