مبطلا فما لنا نتولّاه؟! ينبغي أن نبرأامّا منه أو منهما؟
قال ابن عالية: فقام إسماعيل مسرعا فلبسنعليه و قال: لعن الله إسماعيل الفاعل ابنالفاعل إن كان يعرف جواب هذه المسألة،فدخل دار حرمه و قمنا نحن و انصرفنا.
قال المجلسي رحمه الله تعالى في ثامنالبحار في باب ما جرى من الفتن من غاراتأصحاب معاوية (ص 677) نقلا عن نهج البلاغة:«من كلام له عليه السّلام لمّا هرب مصقلةبن هبيرة الشّيبانيّ إلى معاوية و كان قدابتاع سبي بني ناجية من عامل أميرالمؤمنين و أعتقه فلمّا طالبه بالمال خاسبه و هرب إلى الشّام:
قبّح الله مصقلة فعل فعل السّادة و فرّفرار العبيد فما أنطق مادحه حتّى أسكته ولا صدّق واصفه حتّى بكّته، و لو أقاملأخذنا ميسوره و انتظرنا له وفوره». بيان-أقول: قد مضى (1) هذا الكلام و مضت قصّته فيأبواب أحوال الخوارج.
و قال الشراح: بنو ناجية ينسبون أنفسهمالى قريش و قريش تدفعهم عنه و ينسبونهم الىناجية و هي أمهم و قد عدّوا من المبغضينلعليّ عليه السّلام و اختلفت الرّواية فيسبيهم ففي بعضها أنّه لمّا انقضى أمرالجمل دخل أهل البصرة في الطّاعة غير بنيناجية فبعث إليهم عليّ عليه السّلام رجلامن الصّحابة في خيل ليقاتلهم فأتاهم و قاللهم: ما لكم عسكرتم و قد دخل في الطّاعةغيركم؟- فافترقوا ثلاث فرق فرقة قالوا:كنّا نصارى فأسلمنا و نبايع فأمرهمفاعتزلوا، و فرقة قالوا: كنّا نصارى فلمنسلم و خرجنا مع القوم الّذين كانوا خرجواقهرونا فأخرجونا كرها فخرجنا معهم فهزموافنحن ندخل فيما دخل النّاس فيه و نعطيكمالجزية كما أعطيناهم فقال:
(1) المراد بما مضى ما ذكره في باب سائر ماجرى بينه و بين الخوارج سوى وقعة النهروانبعد نقل كلام أمير المؤمنين (ع) عن نهجالبلاغة بعين ما نقله هنا انظر ج 8 ص 615.