غارات

ابراهيم بن محمد ثقفي كوفي

نسخه متنی -صفحه : 835/ 737
نمايش فراداده

«861»

إن عشت بعدي لترينّ هذا الغلام في ناحيةمن نواحي الكوفة مقتولا مدفونا منبوشامسلوبا مسحوبا مصلوبا في الكناسة ثمّ ينزلفيحرق و يدقّ و يذرى في البرّ.

قلت: جعلت فداك و ما اسم هذا الغلام؟- قال:زيد. ثم دمعت عيناه، ثمّ قال:

ألا أحدّثك بحديث ابني هذا، بينما أناليلة ساجد و راكع ذهب بي النّوم فرأيتكأنّي في الجنّة، و كأنّ رسول الله و عليّاو فاطمة و الحسن و الحسين- صلوات اللهعليهم أجمعين- قد زوّجوني جارية من الحورالعين فواقعتها و اغتسلت عند سدرة المنتهىو ولّيت و هاتف يهتف بي: ليهنك زيد، ليهنكزيد، ليهنك زيد.

فاستيقظت فأصبت جنابة فقمت فتطهّرت وصلّيت صلاة الفجر فدقّ الباب و قيل لي:

على الباب رجل يطلبك. فخرجت فإذا أنا برجلمعه جارية ملفوف كمّها على يده مخمّرةبخمار فقلت: ما حاجتك؟ فقال: أريد عليّ بنالحسين. فقلت: أنا عليّ بن الحسين. قال: أنارسول المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ و هويقرئك السّلام و يقول:

وقعت هذه الجارية في ناحيتنا فاشتريتهابستّمائة دينار و هذه ستّمائة دينارفاستعن بها على دهرك. و دفع إليّ كتابا.فأدخلت الرّجل و الجارية و كتبت له جواب-كتابه و قلت للجارية: ما اسمك؟- قالت:حوراء. فهيّؤوها لي و بتّ بها عروسا فعلقتبهذا الغلام فسمّيته زيدا و هو هذا، و سريّما قلت لك. قال أبو حمزة: فما لبثت إلّابرهة حتّى رأيت زيدا بالكوفة في دارمعاوية بن إسحاق فسلّمت عليه. ثمّ قلت:جعلت فداك ما أقدمك هذا البلد؟- قال: الأمربالمعروف و النّهي عن المنكر. فكنت أختلفإليه فجئته ليلة النّصف من شعبان فسلّمتعليه و جلست عنده. فقال: يا أبا حمزة تقومحتّى تزور قبر أمير المؤمنين عليّ عليهالسّلام؟- قلت: نعم جعلت فداك.

ثمّ ساق أبو حمزة الحديث حتّى قال:

أتينا الذّكوات البيض فقال: هذا قبر عليّبن أبي طالب عليه السّلام ثمّ رجعنا فكانمن أمره ما كان. فو الله لقد رأيته مقتولامدفونا منبوشا مسلوبا مسحوبا مصلوبابالكناسة ثمّ أحرق و دقّ و ذرى في الهواء.