928 . رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : بَكى شُعَيبٌ عليهالسلام مِن حُبِّ اللّهِ عز و جل حَتّى عَمِيَ ، فَرَدَّ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ بَصَرَهُ ، ثُمَّ بَكى حَتّى عَمِيَ ، فَرَدَّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ ، ثُمَّ بَكى حَتّى عَمِيَ ، فَرَدَّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ ، فَلَمّا كانَتِ الرّابِعَةُ أوحَى اللّهُ إلَيهِ : يا شُعَيبُ ، إلى مَتى يَكونُ هذا أبَدا مِنكَ ؟! إن يَكُن هذا خَوفا مِنَ النّارِ فَقَد أجَرتُكَ ، وإن يَكُن شَوقا إلَى الجَنَّةِ فَقَد أبَحتُكَ .
قالَ : إلهي وسَيِّدي ، أنتَ تَعلَمُ أنّي ما بَكَيتُ خَوفا مِن نارِكَ ، ولا شَوقا إلى جَنَّتِكَ ، ولكِن عَقَدَ حُبُّكَ عَلى قَلبي ، فَلَستُ أصبِرُ أو أراكَ . فَأَوحَى اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ إلَيهِ : أما إذا كانَ هذا هكَذا فَمِن أجلِ هذا ساُخدِمُكَ كَليمي موسَى بنَ عِمرانَ . 1
929 . المحجة البيضاء : يُروى: أنَّ عيسى عليهالسلام مَرَّ بِثَلاثَةِ نَفَرٍ قَد نَحَلَت أبدانُهُم وتَغَيَّرَت ألوانُهُم ، فَقالَ لَهُم : مَا الَّذي بَلَغَ بِكُم ما أرى ؟
فَقالوا : الخَوفُ مِنَ النّارِ .
فَقالَ : حَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يُؤمِنَ الخائِفَ .
ثُمَّ جاوَزَهُم إلى ثَلاثَةٍ اُخرى ، فَإِذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغَيُّرا ، فَقالَ : مَا الَّذي بَلَغَ بِكُم ما أرى ؟
قالوا : الشَّوقُ إلَى الجَنَّةِ .
قالَ : حَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يُعطِيَكُم ما تَرجونَ .
ثُمَّ جاوَزَهُم إلى ثَلاثَةٍ اُخرى ، فَإِذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغَيُّرا ، كَأَنَّ عَلى وُجوهِهِمُ المَرايا مِنَ النّورِ ، فَقالَ : مَا الَّذي بَلَغَ بِكُم ما أرى ؟
قالوا : حُبُّ اللّهِ عز و جل .
فَقالَ : أنتُم المُقَرَّبونَ ، أنتُم المُقَرَّبونَ . 2
1 - علل الشرايع : 57 / 1 عن أنس ، إرشاد القلوب : 171 نحوه ؛ تاريخ بغداد : 6 / 315 ، كنز العمّال : 11 / 498 / 32339 نقلاً عن ابن عساكر وكلاهما عن شدّاد بن أوس نحوه . 2 - المحجّة البيضاء : 8 / 6 .