دوستی در قرآن و حدیث

محمد محمدی ری شهری

نسخه متنی -صفحه : 731/ 573
نمايش فراداده

5 / 4

قِيامُ اللَّيلِ

1300 . الإمام الصادق عليه‏السلام : كانَ فيما ناجَى اللّه‏ُ عز و جل بِهِ موسَى بنَ عِمرانَ عليه‏السلام أن قالَ لَهُ : يَابنَ عِمرانَ ، كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإِذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟! ها أنَا ذا ـ يَابنَ عِمرانَ ـ مُطَّلِعٌ عَلى أحِبّائي ، إذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ حُوِّلَت أبصارُهُم مِن قُلوبِهِم ، ومَثُلَت عُقوبَتي بَينَ أعيُنِهِم ، يُخاطِبونّي عَنِ المُشاهَدَةِ ، ويُكَلِّمونّي عَنِ الحُضورِ .

يَابنَ عِمرانَ ، هَب لي مِن قَلبِكَ الخُشوعَ ، ومِن بَدَنِكَ الخُضوعَ ، ومِن عَينَيكَ الدُّموعَ فِي ظُلَمِ اللَّيلِ ، وَادعُني ؛ فَإِنَّكَ تَجِدُني قَريبا مُجيبا . 1

1301 . المحجّة البيضاء : رُوِيَ عَن بَعضِ السَّلَفِ أنَّ اللّه‏َ عز و جل أوحى إلى بَعضِ الصِّدّيقينَ : إنَّ لي عِبادا مِن عِبادي يُحِبّونَني واُحِبُّهُم ، ويَشتاقونَ إلَيَّ وأشتاقُ إلَيهِم ، ويَذكُرونَني وأذكُرُهُم ، ويَنظُرونَ إلَيَّ وأنظُرُ إلَيهِم ، فَإِن حَذَوتَ طَريقَهُم أحبَبتُكَ ، وإن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتُّكَ .

قالَ : يا رَبِّ ، وما عَلامَتُهُم ؟

قالَ عز و جل : يُراعونَ الظِّلالَ بِالنَّهارِ كَما يُراعِي الرّاعِي الشَّفيقُ غَنَمَهُ ، ويَحِنّونَ إلى غُروبِ الشَّمسِ كَما يَحِنُّ الطَّيرُ إلى أوكارِها عِندَ الغُروبِ ، فَإِذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ وَاختَلَطَ الظَّلامُ وفُرِشَتِ الفُرُشُ ونُصِبَتِ الأَستِرَةُ وخَلا كُلُّ حَبيبٍ بِحَبيبِهِ نَصَبوا لي أقدامَهُم ، وافتَرَشوا لي وُجوهَهُم ، وناجَوني بِكَلامي ، وتَمَلَّقوني بِإِنعامي ؛ فَبَينَ صارِخٍ وباكٍ ومُتَأَوِّهٍ وشاكٍ ، وبَينَ قائِمٍ وقاعِدٍ ، وبَينَ راكِعٍ وساجِدٍ . بِعَيني ما يَتَحَمَّلونَ مِن أجلي ، وبِسَمعي ما يَشتَكونَ مِن حُبّي .

أوَّلُ ما اُعطيهِم ثَلاثٌ : أقذِفُ مِن نوري في قُلوبِهِم فَيُخبِرونَ عَنّي كَما اُخبِرُ عَنهُم . وَالثّانِيَةُ : لَو كانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ وما فيهِما في مَوازينِهِم لاَستَقلَلتُها لَهُم . وَالثّالِثَةُ : اُقبِلُ بِوَجهي عَلَيهِم ؛ أفَتَرى مَن أقبَلتُ بِوَجهي عَلَيهِ يَعلَمُ أحَدٌ ما اُريدُ أن اُعطِيَهُ ؟! 2

1 -  الأمالي للصدوق : 438 / 577 عن المفضّل بن عمر ، روضة الواعظين : 361 ، بحار الأنوار : 13 / 329 / 7 وراجع أعلام الدين: 263، إرشادالقلوب: 93؛ وراجع ربيع‏الأبرار: 2/95 ، عيون الأخبار لابن قتيبة : 2/300 .

2 -  المحجّة البيضاء : 8 / 58 .