تصنیف نهج البلاغه

لبیب بیضون

نسخه متنی -صفحه : 86/ 26
نمايش فراداده

يدك بالعقوبة، فإنّ في الوكزة فما فوقها مقتلة، فلا تطمحنّ بك نخوة سلطانك عن أن تؤدّي إلى أولياء المقتول حقّهم. "الخطبة 292، 5، 537"

... و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها، فيتّخذوا مال اللّه دولا، و عباده خولا "أي عبيدا"، و الصّالحين حربا، و الفاسقين حزبا. فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام "أي الخمر" و جلد حدا في الإسلام "و هو عتبة بن أبي سفيان". "الخطبة 301، 548"

فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك.. و القصاص حقنا للدّماء و إقامة الحدود إعظاما للمحارم. و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل. و مجانبة السّرقة إيجابا للعفّة. و ترك الزّنا تحصينا للنّسب. و ترك اللّواط تكثيرا للنّسل. "252 ح، 611" و روي أنه "ع" رفع اليه رجلان سرقا من مال اللّه، أحدهما عبد من مال اللّه، و الآخر من عروض الناس "أي عبد لأحد الناس". فقال عليه السلام: أمّا هذا فهو من مال اللّه و لا حدّ عليه مال اللّه أكل بعضه بعضا. و أمّا الآخر فعليه الحدّ الشّديد، فقطع يده.

"271 ح، 621" و أتي عليه السلام بلصوص فقطع أيديهم من نصف الكف و ترك الابهام "و هذا ما عليه الشيعة الامامية في حد السارق أن تقطع أصابعه فقط دون راحة الكف، لان الكف من المساجد" و أمرهم أن يدخلوا دار الضيافة، و أمر بأيديهم ان تعالج. فاطعمهم السمن و العسل و اللحم حتى برئوا. فدعاهم و قال "ع": إنّ أيديكم سبقتكم إلى النّار، فإن تبتم جررتم أيديكم إلى الجنّة، و إن لم تتوبوا جررتم أيديكم إلى النّار. "مستدرك 187"

المواريث

قال الامام علي "ع"

في صفة من يتصدى للحكم بين الامة و ليس لذلك بأهل: تصرخ من جور قضائه الدّماء،

و تعجّ منه المواريث. "الخطبة 17، 61"

و قال "ع" عن النساء: و أمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرّجال. "الخطبة 78، 133"

و قال "ع" يخاطب الخوارج: و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رجم الزّاني المحصن ثمّ صلّى عليه، ثمّ ورّثّه أهله. و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله. "الخطبة 125، 237"

و جاء في قصة حلي الكعبة: إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة: أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض. "270 ح، 620"

طائفة من الاحكام الشرعية

تراجع المباحث السابقة من هذا الفصل: "المعاملات".

قال الامام علي "ع":

معاشر النّاس، إنّ النّساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول. فأمّا نقصان إيمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلاة و الصّيام في أيّام حيضهنّ. و أمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين كشهادة الرّجل الواحد. و أمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرّجال. "الخطبة 78، 133"

و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رجم الزّاني المحصن، ثمّ صلّى عليه، ثمّ ورّثه أهله. و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله. و قطع السّارق و جلد الزّاني غير المحصن، ثمّ قسم عليهما من الفي ء، و نكحا المسلمات. "الخطبة 125، 237"

و قال: 'يا عليّ إنّ القوم سيفتنون بأموالهم، و يمنّون بدينهم على ربّهم، و يتمنّون رحمته، و يأمنون سطوته. و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة و الأهواء السّاهية.

فيستحلّون الخمر بالنّبيذ، و السّحت بالهديّة، و الرّبا بالبيع'. قلت: يا رسول اللّه،

فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردّة، أم بمنزلة فتنة؟ فقال 'بمنزلة

فتنة'. "الخطبة 154، 276"

و سئل "ع" عن قول الرسول "ص": 'غيّروا الشّيب، و لا تشبّهوا باليهود'. فقال "ع":

إنّما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك و الدّين قلّ، فأمّا الآن و قد اتّسع نطاقه،

و ضرب بجرانه، فامروء و ما اختار. "16 ح، 567" إنّ الرّجل إذا كان له الدّين الظّنون "أي الذي لا يعلم صاحبه أيقبضه أم لا" يجب عليه أن يزكّيه، لما مضى، إذا قبضه. "6 غريب كلامه 615"

الامامة و الائمة

و يتضمن:

الفصل 13: الإمامة العامة

الفصل 14: الإمامة الخاصة

الفصل 15: شخصية الامام علي بن أبي طالب "ع"

الامامة العامة

ضرورة وجود الحجة

مدخل:

نعلم بالضرورة عن طريق العقل، أن اللّه سبحانه لا يترك أمته بعد وفاة النبي "ص" بدون مرشد هاد، يقوم بحفظ الدين و إحياء السنة، و يجنبهم الفتن و يدرأ عنهم المخاطر. و ذلك المرشد هو الامام الذي ينصبه اللّه تعالى على لسان نبيه "ص"، فتكون الحجة بوجوده قائمة على الخلق.

يقول الامام علي الرضا "ع": 'إنّه لو لم يجعل "اللّه" لهم إماما قيّما أمينا حافظا مستودعا، لدرست المّلّة، و ذهب الدّين، و غيّرت السّنّة'.

النصوص:

قال الامام علي 'ع':

فيا عجبا و ما لي لا أعجب من خطإ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصّون أثر نبيّ، و لا يقتدون بعمل وصيّ... كأنّ كلّ امري ء منهم إمام نفسه. "الخطبة 86، 157"

و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده. "الخطبة 150، 267"

و قال "ع" من كتاب له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة: ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به، و يستضي ء بنور علمه "الخطبة 284، 505"

و قال "ع" لكميل بن زياد: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة. إمّا ظاهرا

مشهورا، أو خائفا مغمورا، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته. و كم ذا و أين أؤلئك "استفهام عن عدد القائمين للّه و امكنتهم"؟ أولئك و اللّه الأقلّون عددا، و الأعظمون عند اللّه قدرا. يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته، حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم "147 ح، 595" 'تراجع تتمة الكلام في المبحث 119 أهل البيت'

الامام ينقل أقوال الرسول و يطبق منهاجه

قال الامام علي 'ع':

و اللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ و ها أنذا مسمعكموه. "الخطبة 87، 158"

فو الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، إنّ الّذي أنبئكم به عن النّبيّ الأميّ صلّى اللّه عليه و آله. ما كذب المبلّغ، و لا جهل السّامع. "الخطبة 99، 194"

و اعلموا أنّكم إن اتّبعتم الدّاعي لكم، سلك بكم منهاج الرّسول، و كفيتم مؤونة الإعتساف، و نبذتم الثّقل الفادح عن الأعناق. "الخطبة 164، 301"

و من كلام له "ع" بعد بيعته، كلّم فيه طلحة و الزبير و قد عتبا عليه من ترك مشورتهما: و اللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة، و لا في الولاية إربة، و لكنّكم دعوتموني إليها، و حمّلتموني عليها. فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه و ما وضع لنا، و أمرنا بالحكم به فاتّبعته، و ما استسنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأقتديته... و أمّا ما ذكرتما من أمر الأسوة، فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي، و لاولّيته هوى منّي، بل وجدت أنا و أنتما ما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد فرغ منه. "الخطبة 203، 397"

وظائف الامام

قال الامام علي "ع":

عن الضرورات المترتبة على وجود الحاكم و ذلك ردا على قول الخوارج "لا حكم إلا للّه":

كلمة حقّ يراد بها باطل. نعم إنّه لا حكم إلاّ للّه. و لكنّ هؤلاء يقولون: لا إمرة إلاّ للّه. و إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلّغ اللّه فيها الأجل، و يجمع به الفي ء، و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل، و يؤخذ به للضّعيف من القويّ. حتّى يستريح برّ، و يستراح من فاجر. "و في رواية أخرى أنه قال": أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ، و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ، إلى أن تنقطع مدّته، و تدركه منيّته. "الخطبة 40، 98"

إنّه ليس على الإمام إلاّ ما حمّل من أمر ربّه: الإبلاغ في الموعظة، و الإجتهاد في النّصيحة، و الإحياء للسّنّة، و إقامة الحدود على مستحقّها، و إصدار السّهمان على أهلها. "الخطبة 103، 201"

و من كلام له "ع" قاله بعد وقعة صفين:... و لا ينبغي لي أن أدع الجند و المصر و بيت المال و جباية الأرض و القضاء بين المسلمين و النّظر في حقوق المطالبين. "الخطبة 117، 227"

و قال "ع" لعثمان: فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل، هدي و هدى. فأقام سنّة معلومة، و أمات بدعة مجهولة. و إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام، و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام. "الخطبة 162، 292"

و قال "ع" لأصحابه: و لكم علينا العمل بكتاب اللّه تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و القيام بحقّه، و النّعش لسنّته. "الخطبة 167، 304"

معرفة الامام واجب

مدخل:

غير خاف أنه لا يمكن لمجتمع اسلامي أن يقوم بدون إمام، فاذا قام وجب على كل مسلم اتباعه، لأنه هو الطريق الوحيد الى مرضاة اللّه، و هذا ما عبّر عنه 'بمعرفة الامام'. و أما من ينكر ذلك الامام أو يستغني عنه، سائرا على مناه و هواه، فهو صادّ عن طاعة مولاه. و في ذلك يقول النبي "ص": 'من مات و لم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة'.

النصوص:

قال الامام علي 'ع':

إنّما الإئمّة قوّام اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده، و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه. "الخطبة 150، 267"

... فإنّه من مات منكم على فراشه، و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته، مات شهيدا. "الخطبة 188، 353"

عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته. "156 ح، 598"

الامامة نظام للملة

مدخل:

يصور لنا الامام "ع" الامامة بمفهومها الكبير، بأنها كالسلك الذي ينظم الخرز، فاذا انقطع السلك تفرق الخرز و ضاع.

يقول "ع" في شرح النهج لابن ابي الحديد ج 9 ص 95: مكان القيّم من الأمر مكان النّظام من الخرز، يجمعه و يضمّه، فإذا انقطع النظام تفرّق الخرز و ذهب، ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا.

النص:

قال الامام علي 'ع':

و الأمانات نظاما للأمّة، و الطّاعة تعظيما للإمامة. "252 ح، 611" تعليق:

كذا وردت في شرح النهج للشيخ محمد عبده "و الامانات". و الصحيح كما في النسخ المخطوطة "و الامامة نظاما للملة" و هو ما يفرضه المعنى و السياق.

و قد أوردها ابن أبي الحديد في شرحه "و الامانة و فسّرها بأنها الامامة".

خصائص الامام

مدخل:

ذكر الامام علي "ع" في كتاب البحار ج 25 ص 164 بعض خصائص الامام، و هي باختصار:

1 أن يكون أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه، و جميع ما يحتاج اليه الناس، فيحتاج الناس اليه و يستغني هو عنهم.

2 أن يكون معصوما من جميع الذنوب، فلا يزلّ في الفتيا، و لا يخطئ في الجواب، و لا يلهو بشي ء من أمر الدنيا.

3 أن يكون أسخى الناس، حتى يؤدي ما في يديه من أموال المسلمين لأصحابها.

4 أن يكون أشجع الناس يوم الزحف، حتى لا ينهزم الناس بسببه.

و أصدق شاهد على ذلك قول الامام علي "ع" في البحار ج 68 ص 390: كبار حدود ولاية الامام المفروض الطاعة، أن يعلم أنه معصوم من الخطأ و الزلل و العمد، و من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها. لا يزل و لا يخطئ و لا يلهو بشي ء من الامور الموبقة للدين، و لا بشي ء من الملاهي. و أنه أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه، و فرائضه و سننه و أحكامه. مستغن عن جميع العالم، و غيره محتاج اليه. و أنه أسخى الناس، و أشجع الناس...