و قحم الطريق: ما صعب منه و شق على سالكه قال جرير.
قد خربت مصروا الضحاك انهم قوم اذا حاربوا فى حربهم قحم و قحم فى الامور رمى بنفسه فيها من غير رويه.
و روى نص الحقاق فالعصبه اولى: نص كل شى ء منتهاه، من نصصت الدابه اذا استخرجت اقصى ما عندها من السير، يعنى اذا بلغن الغايه التى عقلن فيها و عرفن حقائق الامور او قدرن فيها على الحقاق و هى الخصام اقترحوا فيهن، فقال بعض الاولياء: انا احق بها و بعضهم انا احق، و يجوز ان يريد اذا بلغن نهايه الصغار اى الوقت الذى ينتهى فيه صغرهن و يدخلن فى الكبر استعاره لهن اسم الحقاق من الابل.
قيل: هو من الحق بالكسر، و هو ما كان من الابل ابن ثلاث سنين و قد دخل فى الرابعه، و الانثى حقه، سمى بذلك لاستحقاقه ان يحمل عليه و ان ينتفع به، و الجمع حقاق، و جمع الحقاق حقق ككتاب، و كتب و ربما جمع على حقائق مثل افال و افائل و العصبه واحده العصب.
و الاعصاب و هى اطناب المفاصل، و عصبه الرجل بنوه، و قرابته لابيه سموا بذالك لانهم عصبوا به اى احاطوا به.
فالاب طرف و الابن طرف، و العم جانب و الاخ جانب و الجمع العصبات، يعنى اذا بلغ النساء منتهى بلوغ الغايه و كان لهن اخوه و اخوات او اعمام مع عدم الاباء، فان يجعلن امر تزويجهن اليهم اولى من ان يزوجن انفسهن، و ان كان ذلك ايضا جائزا.
قيل: هذا مبنى على مساله، و هى ان الام ان ياخذ الولد اذا كان انث ى الى سبع سنين، ما لم يتزوج و ان كان الاب قد مات كانت الام احق بها، من كل احد الى سبع سنين ان تبلغ اى اذا بلغت المراه حد البلوغ فالجد من الاب و العم اولى من الام ان ياخذها و تكون عنده.
(اللمظه هى كالنكته من البياض من الفرس الامظ، و هو الذى يشرب فى بياض عن ابى عبيده و منها قيل) الالمظه: الشى ء اليسير من السمن تاخذه باصبعك شبه ما يظهر فى قلب المومن المحقق من نور اليقين و ثلج الطمانينه بسبب النظر المقضى اليه المزيل لظلم الشبه بالنكته من البياض، و كلما ازداد المرء تفكرا و فى مظان النظر، و لو جاء عند ترادف الادله، و تضاعف الحج ازداد نور البصيره فى قلبه استقرارا حتى ولى الريب عن مستقر يقينه ادبارا.
قد قيل: من الجائز ان يظهر الله تعالى: فى قلب المومن نقطه بيضاء و كلما ازداد المومن علما و يقينا و طمانينه يزداد ذلك النور لما يعلم فى الاخبار بذلك من مصالح المكلفين و الطافهم، و لمظه: حال او تمييز و على هذا لما كانت اللمظه لازما الوجود للايمان سمى اللزوم باسم اللازم لفرط التلازم.